2005-05-13 16:21:59

سيرة حياة خادمة الله الألمانيَّة الأخت ماريانَّا كوب: حياة مبذولة في خدمة مرضى داء البرص


يرأس نيافة الكردينال خوسيه ساريفا مارتينس رئيس مجمع دعاوى القدِّيسين غدًا السبت في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان، احتفال إعلان تطويب خادمتَي الله: الأم أسونسيون نيكول غوني من مؤسِّسات راهبات الورديَّة المرسلات الدومينيكانيَّات وماريانا كوب المعروفة باسم الأم ماريانا دي مولوكاي من الرهبنة الفرنسيسكانيَّة الثالثة.

ولدت الأخت ماريانا من عائلة ألمانيَّة في الثالث والعشرين من شهر كانون الثاني يناير من عام 1838 في بلدة هيبينهايم في ألمانيا الشرقيَّة. هاجرت مع عائلتها إلى ولاية نيويورك حيث أخذت الجنسيَّة الأمريكيَّة وعملت بين عامي 1853 ـ 1862 في مصنع للصوف قريب من منزلها، وطلبت في عام 1862 الدخول إلى دير الراهبات الفرنسيسكانيَّات.

قامت الأخت ماريانا بنشاطات عديدة ومتنوِّعة وكانت الوحيدة التي أجابت في عام 1883 على نداء أسقف هونولولو لفتح إرساليَّة في مركز للبرص في مولوكاي. أدارت أوَّلاً مستشفى وايلوكو في جزيرة مافي، وقبلت في عام 1887 أن تفتح مدرسة في هذه الجزيرة تلبية منها لطلب حارّ تقدَّم به أكثر من 300 مريض بالبرص، وكانت هكذا أوَّل راهبة تزور ما كان يُسمَّى "بالجزيرة الملعونة"، حيث كان الأب داميان عاش سابقًا وأُصيب لاحقًا بمرض البرص.

وضعت الأخت ماريانا ذاتها بعطاء كبير في خدمة المرضى المهملين وأصبحت نموذجًا لغيرها من الراهبات المرسلات، وفي هذه البيئة توفيَّت في التاسع من شهر آب أغسطس من عام 1918 وُدفنت بالقرب من مدفن الأب داميان.

كانت خادمة الله الأخت ماريانا كوب نموذج قداسة في الإيمان ومارست هذا النموذج ببطولة المحبَّة التي اظهرتها في مساعدة مرضى داء البرص. ولهذا دُعيت باسم شهيدة وبطلة مولوكاي وأم المصابين لنشاطها الدائم، واضعة كلّ حياتها في خطر ومواجهة الأوضاع بشجاعة كبرى ومبتسمة بعذوبة كليَّة في جميع الصعوبات والضيقات. وقيل عنها:"إنَّ الأم ماريانا كوب كانت بطلة في حياتها وشهيدة في مماتها." ونُقشت على بلاطة ضريحها العبارة التالية: "ابتسم، البسمة لن تعكِّر صفاء وجهك."

روحانيَّة الأم ماريانا روحانية فرنسيسكانيَّة لأنَّها كانت تنتمي إلى جمعيَّة راهبات سيراكوز الفرنسيسكانيَّات، وتبنَّت بالتالي طريقة الإنجيل، كما قام بها القديس فرنسيس الذي ركَّز كلَّ اهتمامه المحبّ على إنسانيَّة المسيح، ولهذا أجابت خادمة الله على نداء أسقف هونولولو لحلِّ معضلة انعدام مساعدة مرضى داء البرص في جزر هاواي قائلة:"القديس فرنسيس عانق البرص، وأنا بوضفي فرنسيسكانيَّة لا أستطيع أن أرفض هذه الدعوة إلى الذهاب لمساعدة مرضى داء البرص المهملين."

أمَّا رسالتها للبشريَّة المعاصرة فهي التالي: يجب مساعدة الإخوة المحتاجين وبخاصة العائشين منعزلين عن الآخرين ومنفردين ومهمَّشين ومهمولين. وهي تقول لكلِّ إنسان:أعمال الرحمة لن تضيع ويجب الأخذ بها وقبولها ومارستها إذا أردتَ أيّها الإنسان أن تكون مسيحيًا، لأنَّ المسيح قال:إنَّ كلَّ ما تفعلونه لأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي تفعلونه.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.