2005-05-10 15:54:05

مداخلة مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتّحدة بمناسبة الذكرى السنوية الستين لنهاية الحرب العالمية الثانية


ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى منظّمة الأمم المتحدة، رئيس الأساقفة شيليستينو ميليوريه، مداخلة يوم أمس الاثنين، أمام المشاركين في الدورة التاسعة والخمسين للجمعية العمومية، بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الستين على نهاية الحرب العالمية الثانية.  بعد أن استهلّ سيادته مداخلته متحدثاً عن هذا النزاع الرهيب والمؤلم الذي جعل من القرن العشرين أحد أسوأ القرون التي عرفتها البشرية، سطّر أهمية التعمّق في معرفة التاريخ كيما تتعلّم أجيال اليوم من أخطاء الماضي.  وذكّر رئيس الأساقفة ميليوريه بأن جذور الحرب العالمية الثانية، تكمن في تمجيد الانتماء القومي والعرقي والشعور المبالغ بالقوة والاكتفاء الذاتي من خلال تطوّر العلوم والتكنولوجيا، وعدم اعتماد القانون وسيلة لتطبيق العدالة. 

وتابع سيادته يقول: إذا اعتبرنا أن اللجوء إلى القوة ضروري ـ في بعض الحالات ـ لضمان أمن الدول والجماعة الدولية، يجب ألا ننسى أبداً أن الحلول السلمية ممكنة، وينبغي ألا يوفَّر أي جهد يُمكن بذله في هذا الاتّجاه.  إن الاعتراف بطبيعة الحرب المأساوية والمدمّرة وبالمسؤولية المشتركة عن نزاعات الماضي والحاضر، لا يدفعنا فقط إلى التساؤل ما إذا كانت الحرب شرعية أم لا، بل إلى التساؤل ما إذا كان تفادي الحرب ممكناً. 

إن تحقيق الأمن والسلام العالميَّين ممكن فقط، مضى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة يقول، إذا ما التزمت الجماعة الدولية في احترام الحياة البشرية وكرامة كلّ إنسان، وفي تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي في كلّ دولة، بشكل يصب في مصلحة كلّ رجل وامرأة وطفل. 

هذا وحثّ رئيس الأساقفة ميليوريه في مداخلته الجماعة الدولية على صبّ اهتمامها أيضاً على كافة الإجراءات الواجب اتّخاذها في مرحلة ما بعد الحرب، بغية إعادة بناء سلام دائم.  وهذا يتطلّب العمل على تحقيق المصالحة بين أبناء المجتمع الواحد وإعادة بناء علاقات الصداقة والأخوّة، وضمان الأمن والاستقرار، ويتطلّب أيضاً تضامن الأسرة الدولية في عملية إعادة بناء النسيج الاجتماعي، وتطبيق العدالة. 

وأكّد سيادته في ختام مداخلته أن الكرسي الرسولي يحث منظّمة الأمم المتحدة على مواجهة التحديات التي تعترض طريق كل دولة تعيش مرحلة انتقالية بين الحرب والسلام الدائم.  وقال: يجب إلا يُبعدنا أيّ انشغال عن التفكير بالهدف من إنشاء منظّمة الأمم المتحدة، ألا وهو إحلال السلام بين الأمم.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.