2005-05-02 16:53:55

نيَّة الكنيسة العامَّة لشهر أيار مايو: من أجل المضطهدين بسبب الإيمان والعدالة، ليتمكّنوا من عيش اختبار العزاء النابع من قوَّة الروح القدس


   تصلّي الكنيسة في نيّتها العامّة لشهر أيّار مايو الجاري من أجل المضطهدين بسبب الإيمان والعدالة، ليتمكّنوا من عيش ولمس اختبار العزاء النابع من قوّة الروح القدس.

   يقول الرّب يسوع في إنجيل القدّيس متّى:"طوبى للمضطهدين على البرّ، فإنّ لهم ملكوت السماوات، طوبى لكم، إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كلّ كذبٍ من أجلي، افرحوا وابتهِجوا: إنّ أجركم في السماوات عظيم، هكذا اضطهدوا الأنبياء من قبلِكم".

  في كلّ حالة اضطهاد تعود لأذهاننا آيات هذا الإنجيل، فهي تربط كلّ تاريخ شعب الله بكلّ نبوءات الكتب المقدّسة ونتائجها. وتسطّر آيات هذا الإنجيل أسباب الاضطهاد وجذورها منذ بداية التاريخ، وتنامي أشكاله وربطها بشخص يسوع المسيح.

   يسوع يعلن لمن يؤمن به بأنّه سينال المصير نفسه بسببه: فقبل يسوع كان يُضطهد الأنبياء من أجل البرّ والإيمان بالله، وبعد آلام وقيامة يسوع من بين الأموات، اضطُهِدَ الرُّسل من أجل اسم يسوع. فمنذ اليوم الأوّل، كما جاء في أعمال الرّسل، بدأ التلاميذ يتألّمون من أجل اسم يسوع...

   إنّ عظة يسوع على الجبل في إنجيل متّى تسعى لتطبيع مفهوم العدالة بمنطق أوسع وأعمق يشمل كلّ أبعاد الشّخص البشري: علاقاته مع الله ومع القريب. فمن يتألّم من أجل البر فله ملكوت السماوات وإن كان يجهل يسوع أو الإيمان بالإله الواحد. والكثير من شهداء المسيحيَّة قُتِلوا على يدّ من يدّعون أنّهم مسيحيّون.

   في بلدان الأنظمة التوتاليتاريّة لا يزال الملايين من الأشخاص مضطهدين. وحتّى في بلدان العالم الأوّل المتطوّرة، حيث يسود الفساد، كثيرون يعيشون الاضطهاد لأنّهم مستقيمون ونزيهون  لدرجة يزعجون فيها الآخرين فينتفضون عليهم ويبعدونهم عن لقمة عيشهم...

   إنّ الرابط المشترك بين جميع أشكال الاضطهاد بسبب البرّ أو بسبب يسوع المسيح، هو طابع ورسالة حياتهم النبويّة. فهم يشهدون معلنين للقيم الإنسانيّة والروحيّة فيصيرون شهوداً للضمير الحي يزعجون كلّ من قرّر قتل ضميره من أجل مصالحه الضّيقة والخاصّة، ومن أجل الأنانيّة والنفعيّة.

   أمام هذه الوقائع الأليمة يبقى أمام الإنسان المستقيم فقط قوّة العزاء النابع من الروح القدس. بالطّبع لا يُحسد الإنسان إن ديست حريّته وكرامته في سجون الظلم والنسبيّة، أو عندما يُهان ويُفترى عليه بالسوء ويُساق إلى المحاكم بلا مُدافع، ولكن أمام هذه الآفاق المظلمة فليفتح المؤمن كتاب أعمال الرّسل وليقرأ الآية القائلة:"بعد أن جلدوهم ونَهَوْهُم عن التعليم باسم يسوع، انصرفَ الرّسل من المجلس مسرورين، ذلك بأنّهم وُجِدوا أهلاً لأن يلقَوا الهوان من أجل الاسم (اسم يسوع المسيح)...".








All the contents on this site are copyrighted ©.