2005-04-26 16:12:52

زيارة قداسة البابا إلى ضريح القديس بولس في روما:الكنيسة مرسلة بطبيعتها ومهمَّتها الأساسيَّة هي البشارة بالإنجيل


   تعبيراً عن العلاقة الوطيدة بين كنيسة روما ورسول الأم بولس وكلاهما مع صيّاد الجليل بطرس الرّسول، قام قداسة البابا بندكتس السادس عشر عند السادسة والنصف من مساء يوم أمس الاثنَين بزيارة بازيليك القديس بولس خارج أسوار روما القديمة، لتأدية الإكرام والسجود لضريح هذا القديس العظيم وأحد أعمدة الكنيسة.

   أكثر من عشرين ألف نسمة كانوا بانتظار قداسته في باحات البازيليك وداخلها، وفور وصوله علا التصفيق والترحيب بالحبر الأعظم الذي سار عبر الجموع يحّييها ويُبارك أطفالها، وبعد برهة صلاة وتأمّل أمام قبر الرّسول، قرأ البابا مقطعاً من رسالة بولس إلى أهل روما من ثمّ وجّه كلمة استهلّها يقول:

   "أرفع الشكر لله، الذي سمح لي في بداية خدمتي كخليفة لبطرس، أن أتوقّف للصلاة على قبر الرّسول بولس. وهذا يُشكّل لي حجّا رغبته كثيراً وفعل إيمان أُتمّه باسمي الشخصي، وأيضاً باسم أبرشية روما المختارة التي أقامني الله أسقفاً وراعياً لها، وللكنيسة الجامعة التي أسلمها الله لعنايتي الراعويّة. إنّه حجّ إلى جذور الرسالة، تلك الرسالة التي سلّمها المسيح لبطرس، وللرسل، وبطريقة فريدة أيضاً للرّسول بولس، دافعاً إياه لتبشير الأمم بالإنجيل، حتّى بلغ هذه المدينة حيث وبعد أن بشَّر طويلاً بملكوت الله، قدّم بدمه أسمى شهادة لسيّده يسوع الذي امتلكه وأرسله".

   ثمّ تحدّث البابا بندكتس السادس عشر في كلمته أثناء زيارة ضريح رسول الأمم عن رسالة القديس بولس إلى الرومانيّين، واصفاً إيّاهاً بأنها الأهم من الناحية العقائديّة، ووصف حضوره في بازيليك القديس بولس كخليفة لبطرس أنّه يُنعش بالإيمان تلك النعمة التي نالها الرّسول بولس، لأنّ الله أسند إليه مهمّة العناية بجميع الكنائس.

   وكشف البابا في حديثه عن الرسالة أنّه يرى نصب عينَيه مثال سلفه الحبيب البابا يوحنّا بولس الثّاني، البابا المرسل، الذي تشهد على نشاطاته الرّسولية المكثّفة رحلاته الراعويّة التي تخطّت المائة رحلة خارج الأراضي الإيطاليّة... واعتبر البابا أن ما كان يدفع سلفه يوحنّا بولس الثاني للقيام بهذه الأسفار هو حبّه للمسيح، وتمنّى أن يزرع الله في قلبه الحب نفسه الذي لن يكفّ عن حثّه تجاه المخاطر التي تواجه مهمّة إعلان الإنجيل في العالم. فالكنيسة أضاف قداسته هي مرسلة بطبيعتها ومهمّتها الأساسيّة هي البشارة بالإنجيل... والقرن العشرين كان زمن استشهاد وقد سلّط الضوء عليه البابا يوحنّا بولس الثاني الذي طلب من الكنيسة تجديد سنكسار القدّيسين والشهداء، كما قدّس وطوّب العديد من شهداء التاريخ القريب. فإن كانت دماء الشهداء بذارًا لمسيحيّين جدد، فمن حقّنا الانتظار في بداية الألف الثالث، ازدهاراً متجدّداً للكنيسة، وخصوصاً حيث تألّمت من أجل الإيمان والشهادة للإنجيل...

   وسأل قداسته في ختام كلمته شفاعة الرّسول بولس كي ما يمنح الله كنيسة روما وأسقفها وسائر شعب الله فرحة الإعلان والشهادة لبشارة المسيح السارّة. ثمّ منح الجميع بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.