2005-04-20 16:27:42

ردود الفعل العالمية على انتخاب قداسة البابا بندكتس السادس عشر


غداة انتخاب الكاردينال الألماني يوزيف راتزينغر، حبراً أعظم، توالت ردود الفعل في مختلف أنحاء العالم.  بطريرك موسكو وسائر روسيا ألكسي الثاني وجّه تهانيه لقداسة البابا بندكتس السادس عشر وقال إنه يأمل في قيام "حوار مثمر" بين الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية، وأضاف: "أتمنى أن يطبع حبرية قداسته تحسن العلاقات بين الكنسيتين"، مؤكّداً أن نجاح الحوار بين المسيحيين يشكل تحولاً هاماً بالنسبة إلى العالم المسيحي كله.  صحيفة إيسفتسيا الروسية رأت من جهتها أن "انتخاب الكاردينال راتزينغر يعني أن كلّ شيء سيبقى كما كان عليه خلال حبرية يوحنا بولس الثاني".

الصحيفة التقدّمية الإسبانية /إيل بيريوديكو/ الصادرة في برشلونة أعربت اليوم عن قلق اليسار العلماني حيال انتخاب البابا بندكتس السادس عشر.  صحيفة إيل بايس اليسارية التوجه ذكّرت في عددها الصادر في إسبانيا صباح اليوم بمواقف الحبر الأعظم الجديد المعارضة لزواج المثليين.  صحيفة إيل موندو، لم تستبعد أن يكون البابا بندكتس السادس عشر مختلفاً عن الكاردينال يوزيف راتزينغر.

من إندونيسيا، أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان، انبعثت التمنيات بأن يعمل البابا الجديد على دفع الحوار بين الأديان الذي أطلقه السعيد الذكر البابا يوحنا بولس الثاني خلال حبريته.  وقال أحد زعماء "نهضة العلاّمة" وهي أكبر منظّمة مسلمة في البلد الآسيوي: "نأمل بأن يتمكن بندكتس السادس عشر من تحسين العلاقات بين مختلف الأديان وترسيخ أسس السلام في العالم وجعله أكثر ازدهاراً".  وهي أمنية أعرب عنها أيضاً الرئيس الباكستاني مشرف.

الحكومة اليابانية أعربت عن تهانيها الحارة للحبر الأعظم الجديد، وكذلك فعل الرئيس الأفغاني حميد قرضاي ورئيس كوريا الجنوبية، رو مو هيون، متمنياً أن يحمل انتخاب الكاردينال راتزينغر أملاً متجدداً في إحلال السلام في العالم.  في الفيليبين، أكبر بلد كاثوليكي في القارة الآسيوية، وصفت الرئيسة غلوريا أرويو البابا الجديد بأنه "منارة للمؤمنين"، وقالت إنها واثقة بأن البابا بندكتس السادس عشر سيبذل جهده لمواجهة التحديات التي تطرحها الألفية الثالثة. 

الصين تمنّت من جهتها أن تؤدّي حبرية البابا الجديد إلى تحسين العلاقات بين الكرسي الرسولي وأكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، لكنها طلبت بالمقابل إلى الفاتيكان قطع علاقاته الدبلوماسية مع تايوان، التي تعتبرها بكين "مقاطعة صينية متمرّدة".

في أستراليا وجّه رئيس الوزراء جون هاورد تهانيه إلى البابا بندكتس السادس عشر، وقال إن هذا الحبر الأعظم سيكون "قدوة للكنيسة الكاثوليكية ومصدر عزاء للكنيسة المسيحية في مختلف أنحاء العالم".

مجمل الصحف العربية أشارت إلى الأفكار المحافظة لدى البابا الجديد.  صحيفة النهار كتبت "راتيزنغر الألماني المحافظ بابا انتقالي لرهانات كبيرة".  أمَّا صحيفة السفير فعنونت: "راتزينغر المحافظ يقود الكنيسة إلى التشدد العقائدي".  صحيفة الحياة عنونت: "ألماني يخلف يوحنا بولس الثاني، بندكتس السادس عشر محافظ".  صحيفة الأهرام المصريَّة عنونت: "الألماني يوزيف راتزنيغر هو بابا الفاتيكان الجديد".

مجمل الصحف الخليجيَّة تحدَّثت أيضًا عن الآراء المحافظة والمتشدَّدة للبابا الجديد تجاه القضايا الاجتماعيَّة المثيرة للجدل وأنَّه سيسير على خطى وسياسات البابا الراحل يوحنا بولس الثاني الذي كان مقربًا منه.

مجلس مسلمي بريطانيا ـ أبرز منظمة تمثل الإسلام في البلاد ـ هنأ البابا الجديد وأكد له دعم المسلمين التام في المسائل الاجتماعية والمعنوية والسياسية المشتركة.  العاهل المغربي الملك محمد السادس وجَّه رسالة تهنئة للبابا الجديد وقال إنَّ الحبر الأعظم لن يوفِّر جهدًا لتنمية قيم السلام والوئام ونشر الحوار بين الأديان.

جامعة الدول العربية أعربت عن ترحيبها الكبير بانتخاب البابا الجديد بندكتس السادس عشر، وقال بهذا الصدد الناطق الرسمي بلسان المنظمة حسام زكي: "إن الجامعة العربية وأمينها العام واثقان بأن البابا راتزينغر سيتابع الجهود التي بذلها سلفه يوحنا بولس الثاني لتعزيز التفاهم والحوار بين الحضارات والديانات ... وإننا لواثقون أيضاً" تابع المسؤول العربي يقول، "بأن الحبر الأعظم الجديد سيتبنّى مواقف بنّاءة للدفاع عن الحقوق والعدالة ومكافحة الظلم والفقر في العالم".

في تركيا، علّق رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان على انتخاب الكاردينال راتزينغر بالقول: "تُهمنا التصريحات التي سيُدلي بها راتزينغر بعد انتخابه حبراً أعظم."  وكانت مختلف الأوساط التركية تؤيد انتخاب خليفة ليوحنا بولس الثاني يكون أكثر تقبّلاً لـ"تطلعات تركيا الأوروبية".  واعتبرت بعض الصحف الصادرة اليوم في أنقرة أن معارضة الكاردينال راتزينغر لانضمام تركيا للاتّحاد الأوروبي، ستضع عراقيل أمام طموحات أنقرة، بعد اعتلاء الكاردينال الألماني السدة البطرسية.

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.