2005-04-17 12:00:48

رسالة البابا العامَّة "ليكونوا واحدًا" في التزام العمل المسكوني


خصَّص يوحنا بولس الثاني رسالة عامَّة في التزام العمل المسكوني بعنوان "ليكونوا واحدًا" وتحمل تاريخ الخامس والعشرين من شهر أيار مايو من عام 1995. كتب الأب الأقدس في رسالته يقول: إنَّ المسيح يدعو جميع تلاميذه إلى الوحدة، والرغبة المتَّقدة التي تحثّني هي أنْ أجدِّد اليوم هذه الدعوة وأكِّررها بثبات... في المجمع الفاتيكاني الثاني، تعهَّدت الكنيسة الكاثوليكيَّة بطريقة لا رجوع عنها أن تسلك سبيل السَّعي إلى الوحدة المسكونيَّة مصغية إلى روح الربِّ الذي يعلِّم بان نقرأ بكلِّ انتباه علامات الأزمنة...

إنَّ الله يريد وحدة كلِّ البشريَّة الممزَّقة. ولذلك أرسل ابنه لكي يمنحنا بموته وقيامته من أجلنا روح محبَّته. وعشيَّة الصليب، صلَّى يسوع نفسه إلى الآب من أجل تلاميذه ومن أجل جميع الذين سيؤمنون باسمه كي يكونوا واحدًا...

إنَّ الوحدة التي منحها الربُّ لكنيسته والتي يريد أن تشمل الجميع، ليست أمرًا ثانويًا، إنَّها في صلب عمله بالذات. وهي لا تمثِّل مُسندًا إضافيًا لجماعة تلاميذه، بل على العكس، إنَّها تخصُّ كيان هذه الجماعة ذاته. إنَّ الله يريد الكنيسة لأنَّه يريد الوحدة، وفي الوحدة يتجلَّى كلُّ عمق محبَّته...

الإيمان بالمسيح يعني أن نريدَ الكنيسة، وأن نريد الكنيسة يعني أن نريد شركة النعمة التي تلبِّي قصد الله منذ الأزل. ذلك هو معنى صلاة المسيح: "ليكونوا واحدًا." إنَّ الصلاة المسكونيَّة هي في خدمة الرسالة المسيحيَّة ومصداقيَّتها. لذلك من الواجب أن تكون بالأخصّ حاضرة في حياة الكنيسة وفي كلِّ النشاطات الهادفة إلى تشجيع اتحاد المسيحيين...

إنَّ توبة القلب، الشرط الأساسي لكلِّ بحث حقيقيٍّ عن الوحدة، تنبع من الصلاة التي ترشدها نحو كمالها:إنَّه من تجرّد الروح ونكران الذات، وفيضان المحبَّة الحرّ، تنطلق الرغبة في الوحدة وتبلغ نضجها. لذلك يجب أن نلتمس من الروح القدس نعمة التجرّد الصادق ونعمة التواضع والوداعة في الخدمة والسَّخاء الأخويِّ تجاه الآخرين...

إنَّ المجمع يدعو إلى التوبة الفرديَّة بقدر ما يدعو إلى التوبة الجماعيَّة. إنَّ توق كلِّ جماعة مسيحيَّة إلى الوحدة يترافق وأمانتها للإنجيل. وعندما نجد أناسًا يحيون دعوتهم المسيحيَّة، يتحدَّث المجمع عن توبة داخليَّة وعن تجدّد الروح...

إنَّ العمل المسكوني ليس قضيَّة داخليَّة تعني الجماعات المسيحيَّة وحدَها. إنَّه يعني الحب الذي يخصُّ به الله البشريَّة جمعاء في يسوع المسيح، مَن أعاق الحبّ، أهان الحبَّ في تدبيره بأن يجمع البشر اجمعين في المسيح.  ولقد كتب البابا بولس السادس إلى البطريرك المسكوني أثيناغوراس الأوَّل:"لعلَّ الروح القدس يرشدنا على طريق المصالحة كي تُصبح وحدة كنيستنا علامة رجاء وتعزية دائمةِ الإنارة في حضن البشريَّة جمعاء."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.