2005-04-16 15:24:33

إنجيل الأحد 16 نيسان 2005


   "وقال الرّب يسوع: الحقّ الحقّ أقول لكم:"من لم يدخل حظيرة الخراف من الباب بل تسلّق إليها من طريق آخر كان لصًّا وسارقاً. ومن يدخل من الباب كان راعي الخراف. البوّاب يفتح له، والخراف تُصغي إلى صوته يدعوا كلّ واحد من خرافه باسمه ويُخرجها. فإذا أخرج خرافه سار قدّامها والخراف تتبعه لأنّها تعرف صوته. أمّا الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنّها لا تعرف صوت الغرباء".

   ضرب يسوع لهم هذا المثل، فلم يفهموا معنى كلامه فقال يسوع:"الحقّ الحقّ أقول لكم: أنا باب الخراف. جميع الذين جاؤوا لصوص سارقون ولكنّ الخراف لم تُصغ إليهم. أنا الباب فمن دخل منّي يخلُص يدخل ويخرج فيجد المرعى. لا يجيء السارق إلاّ ليسرق ويذبح ويُهلك. أمّا أنا فقد جئت لتحيا الخراف، وتفيض فيها الحياة".

 

وقفة تأمل حول كلمة الحياة: RealAudioMP3

 

   يعلّمنا إنجيل اليوم إخوتي وأخواتي الأعزاء أن يسوع هو وحده الراعي الصالح الذي يقود القطيع إلى مراع خصيبة مليئة بالحياة والنضارة. كما وندرك في قراءة آياته أنّ يسوع يحجب صفة "الراعي" عن كهنة اليهود وعلمائهم لأنّهم نشروا الفساد وصاروا لصوصاً وسارقين.

   واستعمل يسوع عبارتَين من العهد القديم طبّقهما على ذاته. العبارة الأولى هي الباب الذي يدخل منه الأبرار إلى السّماء، والعبارة الثانية هي الراعي الذي يجمع بذراعه الخراف إلى برّ الأمان.

   يسوع الباب الأمين الذي تدخل من خلاله الخراف إلى الحظيرة المحميّة من هجمات الذئاب الخاطفة، ومن خلال يسوع الباب تخرج الخراف إلى مراعٍ خصيبة. والدخول في يسوع الباب، حسب إنجيل يوحنّا، يعني الاقتراب منه والاتحاد التام به واتباع رسالته حتّى النهاية. يسوع هو الموئل الوحيد لتجنّب بالموت.

   ويسوع الراعي الذي يقود الخراف التي تسمع صوته لأنّه قدّم حياته من أجلها، يعلّمنا أنّ من أراد أن يكون راعيا صالحاً عليه بذل ذاته بدون خوف وتردّد. إنّ الدعوة السامية لكل مسيحي هي التضحية حتّى بذل الذات، إذ ليس من خيار آخر لدى الراعي الصالح لأنّ الحياة تمنح فقط بالحب الذي هو عطاء الذات من أجل الآخرين. أما السارق فهو يقتل ويدمّر ويتحامل، وكم من الناس يقع كلّ يوم ضحية رعاة كذابين هدفهم الوحيدة قتل الضمائر وتشكيك صغار الخراف لسوقها إلى الذبح بسكّين الخطيئة وليس إلى الخلاص بأسرار يسوع المسيح وكنيسته. آمين.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.