2005-04-15 16:08:55

رسائل البابا يوحنا بولس الثاني العامَّة في الشأن الإجتماعي


في الرابع عشر من شهر أيلول سبتمبر من عام 1981 صدرت رسالة البابا العامَّة "العمل البشري" وهي أوَّل رسالة في الشأن الإجتماعي، وذلك بمناسبة مرور تسعين سنة على الرسالة العامَّة في الشؤون الجديدة للسعيد الذكر البابا لاوون الثالث عشر. تحدَّث يوحنا بولس الثاني عن العمل وكرامة الإنسان وقال إنَّ العمل هو خير للإنسان لأنَّه يعبِّر عن كرامة الإنسان وينمّيها، وهو خير لإنسانيّته، لأنَّه بالعمل، لا يحوِّل الطبيعة طبقًا لحاجاته فحسب، بل يحقّق ذاته كإنسان، ويصير نوعًا ما "إنسانًا أكثر"... والعمل هو قبل كلِّ شيء في خدمة الإنسان، لا الإنسان في خدمة العمل، الأمر الذي يدعونا إلى إعلاء قدر الوجه الشخصي للعمل فوق الوجه الموضوعي...

ويتحدَّث يوحنا بولس الثاني أيضًا عن روحانيَّة العمل ويقول: على الإنسان أن يقتدي في عمله بالله خالقه... ويسوع المسيح رفع على وجه الأرض شأن هذه الحقيقة القائلة بأنَّ الإنسان بعمله، هو شريك الله خالقه في عمله... ويجد المسيحي في العمل البشري جزءًا من صليب المسيح فيقبله بروح الفداء الذي به حمل المسيح صليبه من أجلنا.

وفي التاسع عشر من شهر شباط فبراير من عام 1988 صدرت رسالة البابا العامَّة "الإهتمام بالشأن الإجتماعي" في الذكرى العشرين للرسالة العامَّة "ترقّي الشعوب" للسعيد الذكر البابا بولس السادس. ويسلِّط يوحنا بولس الثاني الضوء في رسالته العامَّة هذه، في السنة العاشرة من حبريَّته، على الواجب والمسؤوليَّة الأخلاقيَّة للدول المتقدِّمة في مساعدة البلدان النامية ويقول:إنَّ التعاون في سبيل إنماء كلِّ الإنسان وكل إنسان هو واجب الجميع تجاه الجميع.

ويُضيف قداسته أنَّ أيَّ نموذج من نماذج النموّ لا يحترم ويعزّز الحقوق الإنسانيَّة، الفرديَّة والإجتماعيَّة، الإقتصاديَّة والسياسيَّة، بما فيها حقوق الأمم والشعوب، لا يمكن أن يكون حقيقة جديرًا بالإنسان... من واجب المسؤولين عن الأمم والمنظمات الدولية ألاّ ينسوا أن يولوا ظاهرة الفقر اهتمامهم الأوَّل. فمن المؤسف أن يكون عدد الفقراء آخذًا في التكاثر بدل أن يتَّجه نحو الإنحسار. ولا بدَّ هنا من التذكير بالمبدأ المميّز للتعليم الإجتماعي المسيحي: بأنَّ خيرات هذه الأرض، في الأصل، معدَّة للجميع.

وفي الأوَّل من شهر أيار مايو من عام 1991، صدرت رسالة البابا العامّة "السنة المائة" .هدف الرسالة التنويه بغنى المبادئ الأساسيَّة للرسالة العامَّة "الشؤون الحديثة" لسلفه السعيد الذكر لاون الثالث عشر في الذكرى المئوية الأولى لصدورها. ويؤكِّد يوحنا بولس الثاني في رسالته العامَّة هذه، في السنة الثالثة عشرة لحبريَّته، على إسهام الكنيسة والتزامها في قضيَّة الدفاع عن حقوق الإنسان وإنمائها.

ويحلّل البابا في رسالته سقوط النظم الماركسيَّة، ويَذكر بين العوامل الأساسيَّة انتهاكَ حقوق العمل والنظام الإقتصادي والإجتماعي غير الملائم، والفراغ الروحي الناجم عن الإلحاد. ويطالب يوحنا بولس الثاني بدعم بلدان العالم الثالث ونجدتها وبالعمل المتضامن لبناء حياة أكثر كرامة والإقرار بحقوق الضمير البشري.

وأكَّد البابا أيضًا في الفصل الأخير من رسالته العامَّة "السنة المائة" على أنَّ الإنسان هو درب الكنيسة، وهذا المبدأ هو بمثابة إيحاء أساسي لعقيدة الكنيسة الإجتماعيَّة. هذه العقيدة التي تُعنى بالإنسان. و"معنى الإنسان" تتلقّاه الكنيسة من الوحي الإلهي.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.