آخر كتاب للبابا يوحنا بولس الثاني "ذاكرة وهويَّة"

في شهر شباط فبراير الفائت، تمَّ تقديم كتاب البابا يوحنا بولس الثاني الأخير بعنوان "ذاكرة وهويَّة"، وهو ثمرة جلسات حوار أقامها الأب الأقدس في صيف عام 93 في القصر الرسولي الصيفي بكاستيل غاندولفو بالقرب من روما، مع صديقَين بولنديَين هما الفيلسوفان كريستوف ميكالسكي وجوزيف تيكنير الذي تُوفيَّ في عام ألفين.

يقع الكتاب في مائتي صفحة ويعالج مواضيع كبرى في القرن العشرين شأن الديموقراطيَّة المعاصرة والحريَّة الإنسانيَّة ومبادئ الأمم والدولة، والعلاقات بين الأمَّة والثقافة، وحقوق الإنسان، والعلاقة بين الكنيسة والدولة، وإيديولوجيَّة الشرّ وثمار الخير، وأخيراً سرّ الإنسان العظيم.

ويلفت يوحنا بولس الثاني انتباهنا في كتابه "ذاكرة وهويَّة" إلى عدم الوقوع في فخّ الشر ويقول إنَّ كلَّ ألم بشريّ ومرض يتضمَّن وعدًا بالخلاص، وعدًا بالفرح. وحتَّى الشر الإجتماعي والسياسي الكبير الذي يقسم العالم اليوم:شرّ الحروب وقمع الأفراد والشعوب؛ شرّ الظلم الإجتماعي والكرامة الإنسانيَّة المُداسة والتمييز العنصري والديني؛ وشرّ عنف الإرهاب واللجوء إلى السِّلاح: هذا الشرّ موجود في العالم أيضًا لإيقاظ المحبَّة التي تجد ينبوعها في قلب المسيح الذي فيه يكمن رجاء مستقبل العالم.

ويتذكَّر البابا أيضًا في كتابه اعتداءات الحادي عشر من أيلول سبتمبر من عام ألفين وواحد واعتداء مدريد ومجزرة بيسلان في أيلول سبتمبر الماضي وقال:علينا أن نتساءل مع بداية عصر جديد وألفية جديدة حول بعض القوانين الصادرة عن برلمانات ديمقراطيَّة، وأكَّد أنَّه عندما يسمح برلمان بالإجهاض يرتكب إساءة ضدَّ كائن بشري بريء ومحروم من كلِّ إمكانيَّة للدفاع عن نفسه.