2005-04-14 15:24:44

لبنان ويوحنا بولس الثاني الإرشاد الرسولي "رجاء جديد لبنان"


سلَّم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني الإرشاد الرسولي "رجاء جديد للبنان" في بيروت يوم العاشر من أيار مايو من عام 1997 بمناسبة زيارته الراعويَّة إلى لبنان، وفي السنة التاسعة عشرة لحبريَّته.

رجاء جديد للبنان وُلد في أثناء جمعيَّة سينودوس الأساقفة الخاصَّة. إنَّ الربَّ يدعو كاثوليك هذه الأرض المقدَّسة إلى أن يعيشوا في الرَّجاء الذي لا يُخيِّب صاحبه، لأنَّ محبَّة الله قد أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا." وهكذا يُصبح المؤمنون بالمسيح في لبنان، وقد جدَّدهم الله، شهود محبَّته لدى جميع إخوتهم. وقد حرصت الكنيسة الكاثوليكيَّة على أن تُشرك في مسيرتها ممثلين عن مختلف الطوائف اللبنانيَّة، مبيِّنة بذلك أنَّ بناء المجتمع عن طريق الحوار المتَّسم بالإحترام والمشاركة الأخويَّة، إنَّما هو عمل مشترك بين جميع اللبنانيين. لبنان بلد طالما اتَّجهت إليه الأبصار ولا يمكننا أن ننسى أنَّه مهد ثقافة عريقة وإحدى منارات البحر الأبيض المتوسط. فلا يستطيع أحد أن يجهل اسم بيبلوس التي تذكِّر ببدايات الكتابة.

يتمحور الفصل الأوَّل من الإرشاد حول وضع الكنيسة الكاثوليكيَّة الراهن في لبنان ويرسم الفصل الثاني التفكير اللاهوتي الذي فيه تترسَّخ كل التوجهات اللاحقة التي تتناول الواقع ويجمع الفصل الثالث كل ما يتعلَّق يتجدّد الكنيسة الكاثوليكيَّة الداخلي في لبنان، ويُعنى الفصل الرابع بالشراكة بين مختلف الكنائس البطريركيَّة في لبنان وحتى في ما حول لبنان ويتناول الفصل الخامس واقع الكنيسة في لبنان اليوم ويعرض الفصل السادس البعد الإجتماعي والوطني.

وجاء في الإرشاد الرسولي:لا بدَّ خاصة من تكثيف التعاون بين المسيحيين والمسلمين في كلِّ المجالات الممكنة، بروح التجرّد، أي من أجل الصالح العام... إنَّ اعتبارهم المشترك للحياة الأخلاقية، وتوقهم إلى مستقبل أفضل، يجعلانهم مسؤولين معًا عن بناء المجتمع الحاضر، وعالم الغد، وذلك بحفاظهم على القيم الأخلاقيَّة والعدالة الإجتماعية والسلام والحريَّة ودفاعهم عن الحياة والعيلة والعمل على رفع شأنها...

إنَّ مسيحيي الشرق الأوسط ومسلميه، وهم يعيشون في المنطقة ذاتها، وقد عرفوا في تاريخهم أيَّام عزّ وأيام بؤس، مدعوون إلى أن يبنوا معًا مستقبل عيش مشترك وتعاون، يهدف إلى تطوير شعوبهم تطويرًا إنسانيًا وأخلاقيًا، وعلاوة على ذلك قد يساعد الحوار والتعاون بين مسيحيي لبنان ومسلميه على تحقيق الخطوة ذاتها في بلدان أخرى...

واللبنانيون وكسائر الشعوب، لأنَّهم يحبون أرضهم حبًا خاصًا، هم مدعوون إلى الإهتمام ببلدهم، والمحافظة دونما كلل على الأخوّة، وبناء نظام سياسي واجتماعي عادل ومنصف، يحترم الأشخاص وجميع الإتجاهات التي يتألف منها البلد، ليبنوا معًا بيتهم المشترك...

"السلام أستودعكم وسلامي أعطيكم، لا أعطي أنا كما يُعطي العالم." على المسيحيين، لأنَّهم تقبّلوا من المسيح، أمير السلام، هذه الهبة التي تبدِّلهم في داخلهم، أن يكونوا أول شهود للسلام وفي مقدّمة صانعيه... ومفهوم السلام هو أيضًا عنصر أساسي من عناصر الحوار الأخوي في العلاقات المسكونية وبين الأديان...

 








All the contents on this site are copyrighted ©.