2005-04-14 15:24:15

كرامة المسنّ ورسالته في كلمات البابا يوحنا بولس الثاني


"إنَّ العمر المتقدِّم هو زمن نعمة، والكنيسة تنظر إليكم بمحبَّة وثقة وتلتزم بتشجيع تحقيق إطار إنساني، اجتماعي وروحي يحترم كرامتكم. وتقع على عاتقكم مهمَّة نشر ثقافة حياة حقيقيَّة من خلال الشهادة بأنَّ كلَّ لحظة من لحظات الوجود هي عطيَّة من الله، وأنَّ كلَّ مرحلة من مراحل الحياة تحمل غنًى على الجميع الإستفادة منه...

وفي عالم كعالمنا، جعل من القوَّة أسطورة، تحملون رسالة الشهادة للقيم الصحيحة التي تتخطَّى الظواهر وتبقى على الدوام، لأنَّها محفورة في قلب كلِّ كائن بشريٍّ ومثبَّتة بكلمة الله. كونوا أسخياء في تقديم وقتكم وخبرتكم وقدراتكم لخدمة الآخرين من خلال إعلان الإنجيل كمعلِّمي دين وشهود حياة مسيحيَّة حقَّة." بهذه الكلمات توجَّه البابا يوحنا بولس الثاني خلال الإحتفال بيوبيل المسنِّين في السابع عشر من أيلول سبتمبر من عام 2000.

واحتفالاً بالسنة الدوليَّة للمسن في عام 1999، كتب البابا يوحنا بولس الثاني يقول:"تشكِّل السنّ المتقدّمة قيمة بحدِّ ذاتها لأنَّ طول العمر هو عطيَّة من الله والمسنّ هو حارس إرث الخبرات والمعارف، ويشكِّل في مختلف الثقافات رمزًا للحكمة والإتزان. فحضوره يذكِّر الشبيبة بنوع خاص، بأنَّ للحياة بداية ونهاية."

وفي شهر تشرين الأوَّل أكتوبر من العام نفسه، وجَّه قداسة البابا رسالة إلى المسنيِّن أكَّد فيها على مقدرتهم وفائدتهم الإجتماعيَّة لما يحملونه من إرث اختبار طويل وتعاليم قيِّمة للأجيال الطالعة. رسالة يوحنا بولس الثاني هي حوار مع أبناء جيله أراد فيه التعبير عن قربه الروحي منهم ومقاسمتهم الخبرات المشتركة على أعتاب الألف الجديد، قناعة منه بالقيم الرائعة التي تحملها مرحلة الشيخوخة.

وللمسنِّين أيضًا، كرَّس البابا رسالة الصوم الأخيرة لعام 2005 وأكَّد فيها أنَّ "التقدّم في السنّ" بالنسبة للأشخاص ومن يرافقونهم، يُمكن أن يتحوَّل إلى فرصة ثمينة لبلوغ فهم أفضل لسرِّ الصليب الذي يُعطي معنى للوجود الإنساني. فتبادل الغنى بين مختلف الأجيال يرقى بالإنسان لتحقيق أسمى أهدافه. 

ويضيف البابا في رسالته:"يجب أن ينمو الحسّ لدى الرأي العام بأنَّ المسنِّين يشكِّلون طاقة تستوجب التقدير، لذا من الواجب تقوية الدعم الاقتصادي لهم وتوفير تشريعات تمنع تهميشهم من حياة المجتمع." إنّ حكمة وخبرة المسنين تنير مسيرة التطوّر نحو بناء حضارة تنشد الكمال من خلال تبادل الغنى بين مختلف أجيالها."

وفي الختام نذكِّر بكلمات البابا يوحنا بولس الثاني خلال الإحتفال بيوبيل المسنِّين في عام 2000:"أعزائي، تنظر الكنيسة إليكم بثقة وتقدير. الكنيسة بحاجة إليكم والمجتمع أيضًا بحاجة إليكم!"

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.