2005-04-13 16:27:18

كلمة الكردينال جوزف راتزينغر إلى أعضاء السلك الدبلوماسي لدى الكرسي الرّسولي أثناء تقبل مجمع الكرادلة التعازي بقداسة البابا


   التقى مجمع الكرادلة عند الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرّسولي. ووجّه الكردينال جوزف راتزنغر، عميد مجمع الكرادلة كلمة بالمناسبة استهلّها بشكر أعضاء السلك الدبوماسي باسم جميع الكرادلة على تعازيهم التي عبّر عنها في كلمته عميد السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرّسولي السّفير الإيطالي جوفانّي غالاسّي...

   قاد يوحنّا بولس الثّاني الكنيسة، قال الكردينال راتزينغر، أكثر من ستة وعشرين عاماً أفهمنا خلالها أنّ الكنيسة هي علامة ووسيلة الوحدة الحميمة مع الله والاتحاد بين جميع أبناء الجنس البشري، على ما قاله المجمع الفاتيكاني الثاني في دستوره "نور الأمم". أدخل الكنيسة في رجاء تدفعه انطلاقة متجدّدة؛ أدخلها في الألف الثالث داعياً المسيحيّين إلى حمل المسيح إلى العالم وسائلا جميع الناس ذوي الإرادة الحسنة للعمل من أجل السلام والتضامن والطيبة والمحبّة. فتح يوحنّا بولس الثاني قلوب الناس، وبنوع خاص قلوب الشبيبة على بشارة الإنجيل السّارة.

   وكانت لنا الأيام الماضية، أضاف الكردينال راتزينغر، علامة جليّة حيث تدفّقت أعداد كبيرة من الناس لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمانه. لقد التزم يوحنّا بولس الثّاني حتّى آخر رمق من أجل إعلان الإنجيل في كلّ القارّات، وذلك من خلال رحلاته الراعويّة الكثيرة التي بيّن فيها وجه الله الآب الغني بالرّحمة، وقاد الناس إلى المسيح فادي الإنسان وناشد المؤمنين بأن يجعلوا من قلوبهم مسكناً للروح القدس.

   وأضاف الكردينال جوزف راتزينغر في كلمته إلى السلك الدبلوماسي متحدّثاً عن العدد الكبير لأعضاء الوفود الحاضرة في قاعة بولس السادس الذي ولّد العزاء في قلوب الكرادلة لأنّه شهد على نجاح العمل الدولي الذي قام به البابا الحبيب يوحنّا بولس الثّاني. ففي سنوات حبريّته تمّت إقامة علاقات دبلوماسيّة مع العديد من البلدان، وهي لفتة انتباه من قبل الأمم  لعمل هذا البابا والكنيسة وسط ربوع هذا العالم. لقد كنتم شهوداً مختارين لتطوّر وتنامي العلاقات الدبلوماسيّة التي تضاعف عددها في عهد البابا الراحل. وأضاف الكردينال راتزينغر في كلمته متسائلاً: كم من المرّات حثّ يوحنّا بولس الثّاني البلدان على إيجاد حلول سلميّة والسّير في طريق الحوار؟ كم من المرّات دعا قوّاد الأمم إلى إيلاء انتباههم الحسيّ بالشعوب الملقاة على عاتقهم، وبنوع خاص بالأكثر ضعفا؟ كم من المرّات ذكّر بعظمة الحياة الإنسانيّة؟

   وحثّ نيافته الجميع على وضع إرشادات البابا يوحنّا بولس الثاني في خدمة السّلام والتضامن بين الأفراد والشعوب، خدمة للإنسان في كلّ القارّات، لكيما تقوم بشرية متصالحة على أرض يتقاسمها الجميع.

   وجدّد الكردينال راتزينغر في ختام كلمته شكر الكرادلة والكنيسة لأعضاء السلك الدبلوماسي على تعازيهم بالبابا الراحل والتي تُثلج قلب جميع المؤمنين الكاثوليك، وحمّلهم امتنان الكنيسة لرؤساء الدول والحكومات التي يمثّلونها على مشاركتهم في مأتم قداسة البابا يوم الجمعة الماضي.








All the contents on this site are copyrighted ©.