2005-04-11 16:20:28

الكردينال رويني يحتفل بالقداس الإلهي على راحة نفس البابا يوحنا بولس الثاني


احتفل الكردينال كاميللو رويني عند الساعة الخامسة من عصر أمس الأحد بالقداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان على راحة نفس قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، وألقى نيافته عظة قال فيها:"كان الأب الأقدس وسيبقى للجميع أخًا وأبًا، لأنَّه رجل الله وقد وآمن دومًا برحمته اللامتناهية. كان قبل كلِّ شيء رجل صلاة، وللصلاة كرَّس وقته وأفضل طاقاته. وكرَّس ذاته أيضًا لمريم العذراء وبعد العمليَّة الجراحيَّة في القصبة الهوائيَّة كتب البابا يقول لمريم "كلِّي لك." وقربه من الله لم يُبعده عنَّا. يوحنا بولس الثاني تذوَّق وقدَّر طعم الحياة حتَّى النهاية: من جمال الفنّ إلى الشِّعر فالرياضة، ومن الصداقة الأمينة إلى الفلسفة واللاهوت فشجاعة قراراته.

وأضاف الكردينال رويني يقول:في رسالته العامَّة "فادي الإنسان" كتب البابا أنَّ الإنسان هو الطريق الأساسي للكنيسة." ولنا، نحن أهالي روما، أظهر لنا يوحنا بولس الثاني وبطرق متعدِّدة أنَّ الإنسان هو أوّل طريق للكنيسة. وكيف لا نتذكَّر زياراته الراعويَّة الثلاثمائة إلى رعايا روما؟ وكان يُسرّ أيضًا بالزيارة السنويَّة لإكليريكيَّة روما، عشيَّة عيد عذراء الثقة، وبلقائه الطلاب الجامعيين، هنا في بازيليك القديس بطرس، قبل عيد الميلاد، وشبيبة روما الخميس الذي يسبق أحد الشعانين، لعيْش البُعد الأبرشي لليوم العالمي للشباب بطريقة أفضل، وعاش بالتالي يوميًّا خدمته أسقفًا على أبرشيَّة روما.

وتابع الكردينال رويني عظته قائلاً:إنَّ الرسالة هي نوعًا ما الوصيَّة الرعائيَّة التي تركها يوحنا بولس الثاني لأبرشيَّه. ولنحاول الآن أن نلج في قلب البابا كأسقف وأب، وتساعدنا في ذلك كلماته في الثاني عشر من نوفمبر تشرين الثاني من عام 1978 حين ذكَّر بكلمات يسوع:"وكما أحبَّني الآب، فكذلك أحببتكم. استقرّوا في محبَّتي." وأضاف يقول:"المحبَّة تبني، وحدها المحبَّة تبني."

تلميذا عمَّاوس قالا للمسيح القائم قبل أن يعرفاه:"أُمكث معنا، فقد حان المساء ومال النهار"، وفي هذا المساء نشعر في قلوبنا بحاجة أن نقول للبابا: "أُمكث معنا." نعلم جيِّدًا أنَّه يبقى معنا، ولكنَّنا نعلم أيضًا أنَّ الطريقة الوحيدة التي يمكننا البقاء معه فعليًّا هي محبَّة الرب، هذه المحبَّة التي تتغذَّى بالإيمان والطاعة اليوميَّة لمشيئته سيَّما لوصيَّته:"أحبّوا بعضكم بعضًا." يوحنا بولس الثاني في ألمه وموته، كما وطوال حياته، كان شاهدًا ومبشِّرًا بيسوع المسيح المصلوب والقائم من الموت.

وفي ما نرفع الشكر لله على هذا البابا العظيم، ختم الكردينال كاميللو رويني عظته يقول: نشكر الكنيسة الشقيقة في كراكوفيا والأمَّة البولنديَّة بأسرها حيث وُلد يوحنا بولس الثاني، كارول فويتيوا، ونال الإيمان والغنى المسيحي والإنساني، ليُعطى بعدها إلى روما والعالم أجمع.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.