2005-04-10 10:14:56

الأعلام في بنغلادش نُكّست للمرة الأولى حدادا على وفاة شخصية دينية مسيحية


       للمرة الأولى في تاريخ بنغلادش نُكّست الأعلام حداداً على وفاة "شخصية دينية مسيحية"، وكانت الحكومة قد اتّخذت هذا القرار على أثر رحيل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني.  وأوضح بهذا الصدد المرسل الإيطالي في ديناجبور، شمال البلد الآسيوي الأب فرانشيسكو راباتشولي في حديث لوكالة الأنباء الكنسية الآسيوية آسيا نيوز أن الأقلية المسيحية فوجئت لدى إعلان السلطات المحلية الحداد الوطني ليوم واحد.  واعتبر أن قرار الحكومة يُظهر أن رسالة البابا الراحل لم تعرف حدوداً، وأضاف أن العديد من المسلمين اتّصلوا بأصدقائهم الكاثوليك ليعربوا لهم عن تعازيهم لوفاة الحبر الأعظم.

       وقال الأب راباتشولي إن نبأ وفاة الحبر الأعظم ترك وقعاً كبيراً على المجتمع المدني بأسره، لا على الجماعة المسيحية وحسب، موضحاً أن الإعلام المحلي خصّص مساحة كبيرة لتغطية هذا الحدث، وأن مفكرين مسلمين كثر تحدّثوا إلى الصحافة المحلية عن البابا يوحنا بولس الثاني بكلّ احترام وتقدير.  يُشار إلى أن المسلمين في بنغلادش يشكلون نسبة خمسة وثمانين بالمائة من مجموع عدد السكان، فيما تبلغ نسبة الكاثوليك صفر فاصلة ثلاثة بالمائة فقط.

       وتابع المرسل الإيطالي حديثه لوكالة آسيا نيوز يقول: إن النداءات المتكررة التي أطلقها البابا من أجل السلام وضدّ الحرب، شكلت مبادرة بالغة الأهمية بالنسبة إلى الجماعات المسيحية التي تعيش في دول ذات الأكثرية المسلمة، وأضاف أن مواقف يوحنا بولس الثاني تنقض نظرية "صراع الحضارات". 

وختم الأب راباتشولي حديثه يقول: يجب أن تبقى رسالة المصالحة التي أطلقها البابا الراحل هدفاً تسعى إلى بلوغه الكنيسة الجامعة، سيما الكنائس المحلية في بلدان العالم النامي، وذكّر بالجهود الحثيثة التي بذلها الأب الأقدس من أجل السلام، وبكلماته حين قال: "إن السلام ليس غياب الحرب وحسب، إنما هو ثمرة العدالة والدفاع عن الفقراء والأشخاص الأكثر ضعفاً".

 








All the contents on this site are copyrighted ©.