2005-04-06 15:12:30

يوحنّا بولس الثّاني ومريم العذراء: طفولته وشعاره الأسقفي


   يوحنّا بولس الثّاني ومريم العذراء قصّة هيام روحي بدأت منذ نعومة أظافر هذا الحبر، منذ أن بدأت بذار الدعوة الكهنوتية تنبت في قلبه وعقله، فلها كرّس كتاب خبرته كطفل وشاب دارس "عطيّة وسرّ"، وصوّر لنا من خلال صفحاته عبادته العميقة لأم يسوع، والتي تعلّمها منذ أن كان صغيراً في كنف عائلته ورعيّته في فادوفيتش، وتبعها في زمن النضوج انخراطه في فريق صلاة يدعى:"المسبحة الحيّة". وعندما راوده الخوف والشك بأن تتخطّى عبادته المريميّة العبادة ليسوع المسيح، همّ يقرأ ويتأمّل بعمق في كتاب القديس لويس ماريا دو مونفور لتصويب طريق بلوغه إلى مريم ومنها إلى يسوع فتكب يقول:"بإرشاد وحكمة القدّيس لويس ماريا دو مونفور، فهمت أن عيش السرّ المريمي يكون في يسوع. ففكر هذا القديس المريمي كان متجذّراً في سرّ الثالوث الأقدس وفي حقيقة تجسّد كلمة الله. إن عقيدة هذا القديس المريميّة تركت تأثيرها العميق على عبادتي المريميّة وحياتي الشخصيّة".

   شعار البابا الأسقفي وعبارة "كلّي لكِ".

   إنّ شعار البابا الأسقفي السماوي اللّون وفي وسطه صليب وحرف الميم نسبة لمريم، شرحه البابا مراراً عديدة وربطه بآيات إنجيل يوحنّا التي تخبرنا عن صلب يسوع المسيح:"فيسوع، وبعد رؤيته أمّه وبجانبها التلميذ الذي كان يحبّه قال لها:"يا امرأة، هذا هو ابنكِ". ثمّ قال للتلميذ:"هذه هي أمّكَ!". حينها أخذها التلميذ إلى بيته. الصليب وحرف الميم يمثّلان إذاً صليب المسيح الذي تقف تحته مريم، من هناك وهبها يسوع أمًّا للكنيسة جمعاء، وهذه العطيّة، يقرّ البابا يوحنّا بولس الثاني، طبعت تاريخ الكنيسة لأنّ مريم ترافق كلّ إنسان في مسيرة الإيمان والرجاء والمحبّة، نحو الاتحاد الكامل بالمسيح، مخلّص العالم الأوحد. وفي شرحه لشعاره الأسقفي قال البابا الراحل:"إنّ عبارة "كلّي لكِ" مستوحاة من عقيدة القديس لويس ماريا دو مونفور. هاتان الكلمتان تعبّران عن الانتماء الكامل ليسوع بواسطة مريم". الانتماء ليسوع بواسطة مريم يعبّر عنه، حسب البابا، من خلال عبادة صادقة لأم الله. فإليها كان يلجأ في ختام كلّ عظة أو خطاب أو رسالة.








All the contents on this site are copyrighted ©.