2005-03-24 15:36:12

رسالة قداسة البابا إلى الكهنة والمشاركين في قداس مباركة الزيوت بمناسبة خميس الأسرار


   قدّاس خميس الأسرار، صبيحة اليوم كان مختلفاً عن الأعوام الستة والعشرين الماضية، حيث كان يتجمهر كهنة أبرشية روما حول أسقفهم، الحبر الأعظم، لمباركة الزيوت المقدّسة في بازليك القديس بطرس في الفاتيكان.

   واختلاف هذا العام فرضه التراجع القسري بحالة البابا الصحية مما حال دون ترؤسه كامل الاحتفالات الثلاثية الفصحية التي تبدأ هذا الخميس لتنتهي بقدّاس القيامة المجيدة يوم أحد الفصح.

   قدّاس مباركة الزيوت المقدّسة رئسه عند التاسعة والنصف من صباح خميس الأسرار نيافة الكردينال جوفانّي باتيستا ري، رئيس مجمع الأساقفة الذي تلا في مستهلّ الاحتفال رسالة قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني إلى الكهنة والمؤمنين  المشاركين في الذبيحة الإلهية. وجاء في الرسالة البابويّة:
   "أتّحد معكم أنتم المجتمعون في البازيليك الفاتيكانيّة لإحياء قداس مباركة الزيوت، وأحيّ نيافة الكردينال جوفانّي باتيستا ريه وسائر الكرادلة والأساقفة، وبنوع خاص كهنة أبرشية روما وغيرهم من الكهنة القادمين من أنحاء عديدة من العالم...

   في هذا الاحتفال الطقسي، أضاف البابا، نتذكّر اليوم الذي وهب فيه يسوع لرسله سرّ الكهنوت. ونحن الكهنة نعيش مجدداً هذه اللحظات الروحيّة الحميمة التي تقاسمها يسوع في عليّة صهيون مع "خاصّته" عشيّة آلامه وموته وقيامته. نحن "خاصّته" وبقلب مفعم بالامتنان، نجدّد مواعيدنا الكهنوتيّة التي جهرنا بها بحماسة سخية يوم سيامتنا الكهنوتيّة.

   من جناحي الخاص في القصر الرّسولي، أضاف البابا في رسالته، وعبر التلفاز، أعيش بينكم روحياً هذه اللحظات أيها الكهنة الأعزّاء. ومعكم أرفع الشكر لله على عطيّة وسرّ كهنوتنا؛ ومعكم ومع كل عائلة المؤمنين، أسأل العلي أن يمنّ على الكنيسة بفيض كبير من الكهنة القدّيسين.

   وختم البابا رسالته سائلا العذراء مريم أم المسيح الكاهن الأزلي أن تغدق بشفاعتها على الجميع بركات مراحم الله الغزيرة.

   الكردينال جوفانّي باتيستا ريه تطرّق في عظته إلى معنى سرّ القربان العظيم الذي قال البابا بصدده في رسالته الرّسولية "كنيسة الإفخارستيا":"إنّ الكنيسة تعيش من الإفخارستيا، والإفخارستيا هي قلب وذروة سرّ الكنيسة"؛ وهي أيضاً قلب وذروة سرّ الخدمة الكهنوتية".

   واعتبر نيافته في ختام عظته أن غياب البابا عن الاحتفال يجعله حاضراً أكثر في ذبيحة مباركة الزيوت المقدّسة، وأعرب عن شكره للبابا على الشهادة التي يستمر بإعطائنا إياها بمثال تسليمه المطلق لإرادة الله التي جمعته وسرّ الصّليب. ودعوة البابا لنا بجعل سرّ القربان قلب وذروة الخدمة الكهنوتيّة، تتحوّل لكلّ واحد منّا إلى اختبار حميم يرافق كلّ هنيهات حياتنا ونشاطنا الرّسولي وخدمتنا للكنيسة والبشريّة بأسرها.








All the contents on this site are copyrighted ©.