2005-03-24 15:36:20

تأمّلات أسبوع الآلام: مسيرة الروح على دروب الجلجلة


   يوم خميس الأسرار وقُبَيل آلامك، شئت أيّها الرّب يسوع لقاء تلاميذك حول مائدة عشاء الفصح، وبذلك ذبيحة موسى في العهد القديم، قدّمت ذاتك ذبيحة ومحت لأحبّائك جسدك مأكلاً ودمَكَ مشرباً، فأسّست سرّ القربان المقدّس، سرّ الأسرار مكرّساً حضورك الدائم مع كنيستك حتّى منتهى الدهور.

   وبعد العشاء الأخير، شئت يا يسوع أن تغسل أرجل تلاميذك لتُعلّمهم التواضع وأنت تحوّلهم مسحاء آخرين. فأسّست سرّ الكهنوت المقدّس وأمرت التلاميذ بأن يحملوا اسمَك إلى أقاصي الأرض مبشّرين بملكوت الآب والابن والروح القدس.

   أعطيتهم كلّ شيء وبقي بينهم من سيُسلِمك إلى قضاء الظلم، خرج قبل نوال نعمتك، خرج في ظلمة اللّيل الحالك وبثلاثين من الفضّة أتمر عليك وأسلمك لرؤساء الكهنة ساعة كنت ساجداً في بستان الزيتون تسأل أبيك السماوي أن يُبعد عنك كأس الآلام. "لتكن مشيئتك يا أبتاه" تلفّظت بها وعرقك يتصبّب دماً وكان تلاميذك نياماً في سكون الليل الحالك الذي مزّقه صخب الجنود بقرقعة سيوفهم وحرابهم، قبّلكَ يهوذا وتمّ ما تمّ.

   يا من قبلت كأس آلامك المرّة، أبعد عنّا كأس الخيانة، فكم من "يهوذا" بيننا يغمسون أيديهم في كأس ذبيحتك الإلهيّة ثمّ يبيعونك بحفنة من الفضّة. وكما كنت أميناً لأبيك السّماوي اجعلنا أمناء لك لا يعرف إلاّ معانقة صليبِكَ يقيناً منّا بأنّنا لو مُتنا معك سنقوم معك بالمجد. آمين. RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.