2005-03-23 15:57:47

تامّلات أسبوع الآلام: مسيرة الروح على دروب الجلجلة


   لماذا تتألّم أيها الرّب يسوع وبمقدورك فداءنا بدمعة رأفة واحدة تذرفها عيناك. إنّك تتألّم لتُظهر لنا آفاق محبّتك اللامتناهية، لتعلّمنا تحمّل أتعابنا ومآسينا حتى قبول الاستشهاد بفرح من أجل اسمك. تعلمنا الإماتة بقلوب تائبة لننتصر على شهواتنا الجسديّة وخطايا النفس والجسد.

   وضعوا على رأسك إكليل الشوك وعرّوا جسدك من الثياب، ألبسوك برفيراً ممزقاً وحمّلوك قصبة هازئين شاتمين ومعهم الشعب الحاضر. ردّدوا جميعهم بسخرية "أهذا ملك إسرائيل؟ أهذا هو ابن الله؟ ولكنّهم لم يدركوا أنّك بتاج وصولجان الألم ثبّتت ذاتك ملكاً إلى دهر الدهور، ملكاً على النفوس الممتحنة. بتاجك وصولجانك أخضعت المسكونة بأسرها لشريعة المحبّة، روّيت عطشها بدمك وعلّمتها نكران الذات قاهراً خطايا الروح من كبرياء وحسد.

   لقد نكر اليهود ملكيهم الحقيقي وهتفوا لقيصر روما الطاغية ملكاً عليهم، هتفوا لمن قمع حريّتهم وثبّتوا عبوديّتهم لروما، نادوا بخلاص برأبّا المجرم وبصلب يسوع لأنّهم أعموا عيونهم وقلوبهم عن فهم الحقيقة الساطعة بأنّ: يسوع هو الخلاص والحياة، وخارجاً عنه لا خلاص للإنسان والأمم والشعوب.

    مهما ألمّ بنا من مصائب ومصاعب، لنهتف إخوتي الأحباء مع أيّوب الصديق قائلين:"الرّب أعطى والرّب أخذ، فليَكن مباركاً اسم الرّب". آمين: RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.