2005-03-18 16:04:12

صدور رسالة قداسة البابا إلى الكهنة بمناسبة خميس الأسرار


    تمّ قبل ظهر اليوم في قاعة يوحنّا بولس الثّاني في دار الصحافة التابعة للكرسي الرّسولي في الفاتيكان، تقديم رسالة قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني إلى الكهنة بمناسبة خميس الأسرار، وذلك أثناء مؤتمر صحفي رئسه نيافة الكردينال داريو كاستريون هويوس، رئيس مجمع الإكليروس وشارك فيه لفيف من الأساقفة والكهنة.

   قال الكردينال هويوس في كلمته: إذا كانت كلّ رسالة بابويّة للكهنة بمناسبة خميس الأسرار تحمل شهادة حيّة لمحبّة البابا وعنايته بالكهنة ورسالتهم، فإنّ رسالة هذا العام تحمل معنى مميّزاً لكونها موقّعة من مكان مطبوع بصليب المسيح، أي من المُستشفى.

   إنّ احتفال الكاهن بالذبيحة الإلهيّة لا يعني فقط عملاً طقسياً لتقديس الأسرار، إنما يجب أن يكون أيضاً "طريقة حياة". هذا ما أكّد عليه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني في رسالته الرابعة والعشرين إلى الكهنة التي كتبها اختبار الآلام الجسديّة لمريض يعيش بين المرضى. ففي القداس الإلهي، كتب البابا، أجمعُ بين آلامي وآلام المسيح.

   الكاهن هو إنسان يعيش الامتنان لله الذي قدّمه للناس خادماً يعلن خلاص المسيح بحرارة إرساليّة، ويعيش في ذاكرة السرّ الذي يحتفل به وهو مدرك عمق قداسة دعوته، ومثاله الأوحد يسوع المسيح ومريم "امرأة الإفخارستيّا".

   ويعالج البابا في رسالته إلى الكهنة هذا العام، خدمة سرّ الكهنوت من نواح عدّة أولها النظرة إلى الكاهن "كمسيح آخر" يعيش الامتنان الدائم لله على عطية الإيمان والدعوة المميّزة. وعلى مثال المسيح، على الكاهن أن يعرف كيف يقدّم ذاته بحق وسخاء لجماعته ضمن طاعته لأسقفه.

   إنّ الأمر يتعلّق بتضحية الكاهن باستقلاليّته الذاتيّة، وحتى المشروعة، وهي تضحية تثور ضدّها ثقافة اليوم التي تدّعي شمولية استقلال العقل وتفلّته من أية حدود، فيما الطاعة الحقيقيّة هي تواضع العقل.

   أن يكون الكهنة رجال تبشير مختارين لإتمام مخطّط الخلاص، هذا يتطلّب، كتب البابا في رسالته، إجابة صادقة من قبل الكهنة، وهي عزمهم على بلوغ قمم القداسة وذروة الحماسة بحمل رسالة المسيح إلى الأمم في زمن يحرّف معنى التقليد ويعرّض الأجيال الشابّة لمخاطر الضياع والابتعاد عن جذورهم الحقيقيّة.

   من حقّ الناس، جاء في رسالة البابا إلى الكهنة بمناسبة خميس الأسرار، أن يتوّجوا إلى الكهنة وكلّهم رجاء برؤية المسيح فيهم. وهذا ما يحتاجه بنوع خاص الشباب الذين يستمر المسيح بدعوتهم لمصادقته ولتكريس حياتهم بكليّتها لقضية ملكوت الله.








All the contents on this site are copyrighted ©.