رسالة قداسة البابا بمناسبة انعقاد مؤتمر في الفاتيكان احتفالا بالذكرى السنويَّة الـ 40 لصدور الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم

بمناسبة انعقاد مؤتمر في الفاتيكان بعنوان:"الدعوة إلى العدالة. إرث دستور فرح ورجاء بعد مضيِّ 40 عامًا على صدوره"، ينظِّمه المجلس البابوي للعدالة والسَّلام، وجَّه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني رسالة إلى الكردينال ريناتو مارتينو رئيس هذا المجلس الحبري قرأها الكردينال أنجيلو سودانو أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان أمام المشاركين في الأعمال.

رحَّب البابا في مستهلِّ رسالته بانعقاد هذا المؤتمر لإحياء الذكرى السنويَّة الأربعين لصدور الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم، وقال إنَّ المجلس البابوي للعدالة والسَّلام قام بنشاطات هامَّة خلال الأعوام الماضية للتعمّق بتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني وتنميتها في مجال العدالة والسَّلام.

وأضاف قداسته يقول:"إنَّ عنوان المؤتمر "الدعوة إلى العدالة" يلفت الإنتباه إلى التحدِّي الذي تواجهه الكنيسة باستمرار، هي الملتزمة دومًا بتذكير كلِّ مؤمن بقراءة الوقائع الإجتماعيَّة على ضوء الإنجيل. ففي بعض الأحيان، إنَّ الإنجازات المحقَّقة في العلم والتكنولوجيا قادرة على الدَّفع إلى نسيان مسائل أساسيَّة مرتبطة بالعدالة،على الرَّغم من التطلّع المشترك نحو مزيد من التضامن بين الشعوب وأنسنة أكبر في العلاقات الإجتماعيَّة."

وأشار الأب الأقدس إلى أنَّ النزاعات المسلَّحة وأعمال العنف المنتشرة في بقاع عديدة من العالم تشكِّل برهانًا جديدًا على العلاقة المتلازمة بين العدالة والسَّلام. وأضاف البابا يقول:"أرغبُ التأكيد مرَّة جديدة على أنَّ السَّلام هو عمل العدالة. والسَّلام الحقّ على الأرض يتضمَّن عزم احترام الآخرين في كرامتهم وإرادة تنمية الأخوَّة بين أعضاء العائلة البشريَّة.

ويؤكِّد المجمع الفاتيكاني الثاني قال قداسته أنَّ السَّلام هو ثمرة المحبَّة أيضًا. كما أنَّ جميع المسيحيين مدعوون إلى "العمل للحقّ بالمحبَّة" وينبغي ألاَّ ننسى أبدًا فضيلة المحبَّة التي تقود إلى الغفران والمصالحة وتُنعش الإلتزام المسيحي لصالح العدالة.

وفي ختام رسالته إلى المشاركين في المؤتمر الدولي الذي نظَّمه المجلس البابوي للعدالة والسَّلام احتفالاً بالذكرى السنويَّة الأربعين لصدور الدستور الراعوي حول الكنيسة في عالم اليوم، وجَّه البابا تحيَّاته لجميع المشاركين في الأعمال ومنحهم بركته الرسوليَّة.