2005-03-12 15:47:56

رسالة قداسة البابا إلى المشاركين في الدورة الدراسيّة حول سرّ الاعتراف


   وجّه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني رسالة إلى المشاركين في الدورة الدراسيّة التي انتهت يوم أمس الجمعة حول سرّ الاعتراف بدعوة وتنظيم محكمة التوبة الرّسولية ومشاركة نحو ستمائة كاهن أصغوا طوال أسبوع كامل إلى محاضرات ألقاها كبار أساتذة اللاهوت المحاضرين في جامعات روما الحبريّة وبحضور رئيس محكمة التوبة الرّسولية الكردينال جايمس فرانسيس ستافورد.

   وشدّد البابا في رسالته على أهميّة هذه الدورة الدراسية للكهنة الدارسين في جامعات روما الحبريّة لكونها تشكل محطّة تنشئة ضروريّة تلقي الضوء على أهميّة التجدد اللاهوتي والراعوي والروحي للكهنة الموكل على عاتقهم ممارسة سرّ المصالحة.

   إن محطات زمن الصوم الكبير، أضاف البابا في رسالته، تساعدنا على فهم أفضل لسرّ الاعتراف، فهي تظهر لنا الرّب يسوع وهو يرد المرأة السامريّة ويزرع في قلبها فرح التخلّص من الخطيئة؛ وهو يشفي الأعمى بنوره ويقيم لعازر من الموت من هو القيام والحياة.

   ويضيف البابا في رسالته إلى المشاركين في الدورة الدراسيّة حول سرّ التوبة يقول: إنّنا نعيش في مجتمع يبدو أحياناً كثيرة أنّه أضاع معنى الله والخطيئة. من هنا تبرز أهميّة دعوة المسيح للتوبة التي تتطلّب الاعتراف بخطايانا وطلب المعرفة والخلاص. إن الكاهن يدرك أثناء ممارسته سرّ الاعتراف، بأنّه يتصرّف "بشخص المسيح وبإلهام الروح القدس"، لذا عليه أن يغذي في داخله مشاعر المحبّة ليسوع الراعي وطبيب الأنفس والأجساد، والقائد الروحي والقاضي العادل والرحيم.

   سرّ الاعتراف في التقليد الكنسي، تضيف الرسالة، ظهر على الدوام في علاقة وطيدة مع سرّ الإفخارستيا، إذ كانت الجماعة الكنسيّة الأولى تسعى لتقويم مسلك حياتها قبل الاحتفال بوليمة كسر الخبز الإفخارستي، علامة الاتحاد الوطيد بجسد ودم الرّب كجسم واحد غداؤه يسوع المسيح. ثمّ شدّد البابا في الرسالة على ضرورة تنقية الضمير قبل تناول القربان المقدّس من خلال التقرّب من سرّ الاعتراف.

   وحث البابا في ختام رسالته الكهنة على أن يكونوا في حالة النعمة قبل الاحتفال القداس الإلهي لأنّ الله يحذّرهم من التحوّل إلى أغصان يابسة في كرمه، بل أن يكونوا انعكاساً حقيقياً لصورة المسيح الرّحيم والقدّوس.








All the contents on this site are copyrighted ©.