2005-03-11 16:07:58

رسالة قداسة البابا إلى أساقفة تانزانيا في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية


وجّه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم الجمعة رسالة إلى أساقفة تنزانيا بمناسبة زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية.  رحبّ الحبر الأعظم بالأساقفة ووجّه لهم تحياته الحارة من مستشفى جيميلّي بروما.  واستهل قداسته رسالته بالحديث عن العائلة، وقال إن الكنيسة مدعوة اليوم إلى إيلاء اهتمام راعوي مميز بالعائلة، نظراً للتبدلات الثقافية التي يشهدها عالمنا المعاصر.  ينبغي أن تُقيَّم كافة الأفكار وأنماط الحياة الجديدة على ضوء الإنجيل، كيما يتم الحفاظ على القيم الأساسية في المجتمع، ومن بين هذه القيم الحفاظ على رباط الزواج المقدّس الذي يشارك من خلاله الأزواج في عملية الخلق. 

ثم انتقل قداسة البابا إلى الحديث عن آفة داء الأيدز التي تعاني منها تنزانيا وجزء كبير من القارة الأفريقية.  فالأمانة الزوجية والامتناع عن ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج ـ قال الحبر الأعظم ـ هما السبيلان الأكيدان اللذان يضمنان الحد من تفشّي الداء.  والكنيسة مدعوة إلى نشر هذه الرسالة لتواجه مشكلة تفشّي المرض الفتّاك.  إني أشعر بحزن شديد ـ تابع البابا يقول ـ عندما أفكّر بآلاف الأطفال الذين يتّمهم داء الأيدز، وأكد أن الكنيسة تؤدّي دوراً حيوياً في المجتمع من خلال إحاطة هذه الضحايا البريئة ـ التي حُرمت من حبّ الوالدين ـ بالرعاية والرأفة اللازمتين.

وتابع قداسة البابا رسالته إلى أساقفة تنزانيا داعياً أصحاب السيادة إلى مساعدة كهنة أبرشياتهم على النموّ في القداسة وترسيخ التزامهم من الرسالة الموكلة إليهم.  وقال للأساقفة: شجّعوا الكهنة على متابعة رسالتهم، ساعدوهم على تخطّي الصعوبات، وقدموا لهم تنشئة تتلاءم ومتطلبات الحياة الكهنوتية اليوم.  ثم انتقل الحبر الأعظم إلى الحديث عن الفقر الذي يرزح تحت وطأته شطر كبير من المجتمع التنزاني، وشجّع الكنيسة المحلية على مواصلة تعاونها مع الدولة للتخفيف من حدّة الفقر. 

وتابع البابا يقول: لقد ساهمت بلادكم في بناء السلام والاستقرار في شرق القارة الأفريقية.  وكانت تنزانيا قد قدّمت ملجأ لآلاف اللاجئين الهاربين من الاضطهاد في بلادهم، وأحثّكم اليوم على مواصلة أعمال المحبة هذه للتخفيف من آلام إخوتكم وأخواتكم.  ومن بين التحديات التي تواجهكم، قال قداسته، الحفاظ على علاقات احترام متينة مع الجماعة المسلمة، سيما في أرخبيل زانزيبار.  فالالتزام الجاد في تعزيز الحوار بين الأديان وتعزيز التعاون المشترك لمواجهة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الراهنة، يشكلان مثالاً ساطعاً تقتدي به دول أخرى، كيما يسود فيها التناغم بين مختلف الجماعات الإتنية والدينية.

وفي ختام رسالته إلى أساقفة تنزانيا في زيارتهم القانونية للأعتاب الرسولية، أوصى قداسة البابا أصحاب السيادة بالسعي دوماً إلى نشر بشارة الإنجيل وسط ثقافة شعبهم، وقال إنه يصلي كيما تشكل سنة الإفخارستية هذه بالنسبة إلى الكنيسة التنزانية مناسبة لتعي جيداً أهمية الكنز الثمين الذي أوكله المسيح إلى كنيسته.  هذا ثم سأل الحبر الأعظم للأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والعلمانيين في تنزانيا شفاعة العذراء مريم، نجمة التبشير بالإنجيل، ومنح الجميع فيض بركاته الرسولية.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.