2005-03-10 16:54:18

رسالة قداسة البابا إلى سفير جمهوريَّة السنغال الجديد لدى الكرسي الرسولي بمناسبة تقديم أرواق اعتماده: أفريقيا بحاجة ماسَّة للسَّلام والإستقرار


وجَّه قداسة البابا صباح الخميس رسالة إلى سفير جمهوريَّة السنغال الجديد لدى الكرسي الرسولي، السيّد فيليكس أوديان بمناسبة تقديم أوراق اعتماده. كتب الأب الأقدس إنَّ للسنغال تقليدًا طويلاً من التعايش بين كلِّ الجماعات التي تؤلِّفها، وإنِّي مسرور جدًّا بنتائج الجهود المبذولة في بلادكم لتعزيز السِّلم الأهلي وإزالة جميع الأسباب التي قد تكون مصدر الإنشقاق والمواجهات العنيفة. فمن الأهميَّة بمكان، أن يعيش السكَّان بأمان ووئام، وكما قلتُ في خطابي إلى أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمدين لدى الكرسي الرسولي في الخامس عشر من شهر يناير كانون الثاني الفائت:"السَّلام خير أسمى يشترط نوال باقي الخيور الضروريَّة." وينبغي اليوم أيضًا، وأكثر من أيِّ وقت مضى، تربية النشئ الجديد على مُثل الأخوَّة والعدالة والتضامن.

وأضاف قداسته:إنَّ المجتمع الدولي يقدِّر التزام السنغال في البحث عن السَّلام وتوطيده في القارَّة الأفريقيَّة، وبدوري، أُشجِّع الجهود المبذولة لصالح الوئام والأخوَّة في بلدان عديدة. فأفريقيا بحاجة ماسَّة للسَّلام والإستقرار، والعنف، لم يكن يومًا حلاًّ مرضيًا لتسوية الخلافات. أمَّا الشجاعة والمثابرة فيشكِّلان الدرب القويمة لبلوغ مصالحة حقَّة. والكنيسة الكاثوليكيَّة مقتنعة بأنَّ لا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بلا غفران، وتأمل أيضًا بأن يهتدي الجميع بنور الخير الحقيقي للإنسان، في البحث الدائم عن الخير المشترك.

وأشار البابا إلى وجود شهادات تعايش بين مؤمنين من ديانات مختلفة، سيَّما بين المسيحيين والمسلمين.  كلِّي سرور بأنَّ بلادكم سلكت هذه الدرب منذ وقت طويل، مبيِّنة أنَّ الحوار بين الأديان والثقافات عنصر أساسيّ لبناء السَّلام بين الشعوب. وتدرك السنغال ضرورة عيش تعدديَّة الإنتماءات الدينيَّة في وحدة الأمَّة، وهو شرط من شروط النموّ التام للمجتمع.

وعلى الرغم من المصاعب المُلازمة للتعايش بين الجماعات المختلفة، يتيح الحوار التعرّف إلى غنى تعدديتها. وينبغي أوَّلاً أن يجد هذا الحوار دلالته في تعايش حقيقيٍّ بين الجماعات، بهدف خدمة الخير المشترك للعائلة البشريَّة الواحدة. الدرب ما تزال طويلة، درب التعارف والغفران والمصالحة، والمُنفتحة على التعاون والتكاتف لبناء مجتمع مسالم وأخويّ. والكنيسة الكاثوليكيَّة التزمت بسلوك هذا الطريق.

وحيَّا قداسة البابا الجماعة الكاثوليكيَّة في السنغال ودعاها للبقاء متَّحدة حول أساقفتها، متاقسمة مع الجميع فرح المسيح وسلامه. والإنجيل يدعو جميع تلاميذ المسيح إلى العمل بلا كلل، مع البشر ذوي الإرادة الطيّبة لبناء وحدة العائلة البشريَّة. وفي ختام رسالته تمنَّى قداسة البابا التوفيق لسفير جمهوريَّة السنغال الجديد لدى الكرسي الرسولي السيد فيليكس أوديان، ومنحه والشعب السنغالي وقادته بركته الرسوليَّة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.