2005-03-09 16:02:21

كلمة قداسة البابا إلى سفيرة جورجيا الجديدة لدى الكرسي الرسولي

المؤمنون مدعوون إلى المساهمة في تنشئة الضمائر على طريق السَّلام واحترام كرامة الإنسان وحقوقه


تسلَّم أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان نيافة الكردينال أنجيلو سودانو صباح الأربعاء وبإسم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، أوراق اعتماد سفيرة جورجيا الجديدة لدى الكرسي الرسولي،صاحبة السموّ الأميرة كيتيفان باغراسيون دي موكراني. وفي كلمته للسفيرة الجديدة، تذكَّر الأب الأقدس زيارته الراعويَّة لجورجيا في عام 1999، وقال إنَّ القيم الروحيَّة والثقافيَّة الموجودة في تقليد  الشعب الجورجي، تلعب دورًا هامًّا في تنمية إزدهار حضارة جديدة على جذور الماضي المسيحي في جورجيا، وتوطيد مجتمع يليق بأمَّتكم النبيلة.

ومذ بدأت جورجيا السَّير على درب الإستقلال وإعادة الإعمار الوطني، أضاف قداسته يقول، واجهت تحديَّات قاسية امتحنت روح تضحية المواطنين في خدمة الخير المشترك، إضافة إلى الإلتزام في الحفاظ على معنى الوحدة، حتَّى عبر الإنفتاح على المجتمع الأوروبي والدولي. وعلى غرار دول عديدة خلال السنوات العشرين الأخيرة، أظهرت جورجيا أنَّ مواجهة هذه التحديَّات لم تكنْ ممكنة لولا وجود توازن حكيم ومتبصِّر بين متطلِّبات الوحدة واحترام التعدَّديات المشروعة. وهناك أيضًا حاجة إلى تنمية نموذج متين من الوحدة في التعدَّدية، منفتح في الآن على الغنى المنبثق من الحوار والتعاون مع الآخرين.

وأشار قداسة البابا في كلمته إلى أنَّ الكنيسة الكاثوليكيَّة في جورجيا ترغب بتقديم اسهامها الخاص في ولادة روحيَّة جديدة للأمة وتنمية الخير العام، ليس عبر إتمام رسالتها الدينيَّة فقط إنَّما من خلال التزامها في أعمال المحبَّة وتنمية التبادل الثقافي وفرص التربية لصالح الشبَّان الذين هم مستقبل البلاد. وحتَّى إنْ كان الكاثوليك أقليَّة، قال الحبر الأعظم، أودُّ أن أعبِّر لكم عن رغبتهم الحارَّة في العمل، وبروح تعاون وإحترام كامل مع إخوتهم وأخواتهم الأورثوذكس، وجميع البشر ذوي الإرادة الحسنة، بهدف بناء مستقبل حريَّة وعدالة وتناغم إجتماعي.

اليوم، وأكثر من أيِّ وقت مضى، قال البابا، يُدعى المؤمنون إلى توحيد قواهم لإرساء أسس متينة لتجدّد اجتماعي حقيقيّ وصادق، عبر المساهمة في تنشئة الضمائر على طريق السَّلام واحترام كرامة الإنسان وحقوق كلِّ فرد، والتعاون في الوقت عينه لإلغاء كلِّ شكل من أشكال العداوة والخلاف والأحكام المسبَّقة. وهنا أرغب بوجود حوار بنَّاء بين الكنيسة الكاثوليكيَّة والحكومة، كيما تحظى الجماعة الكاثوليكيَّة بحماية قانونيَّة في ممارسة رسالتها الخاصَّة.

وفي ختام كلمته إلى سفيرة جورجيا الجديدة لدى الكرسي الرسولي الأميرة كيتيفان باغراسيون دي موكراني، قال البابا:"أنا واثق بأنَّ مهمَّتكم ستساهم في تقوية علاقات الصداقة بين جورجيا والكرسي الرسولي."

 








All the contents on this site are copyrighted ©.