2005-03-07 17:18:41

إنجيل الأحد 6 آذار 2005 ... وقفة تأمل حول كلمة الحياة


   "... ورأى يسوع وهو سائر رجلاً أعمى منذ مولده فسأله تلاميذه:"رابّي، من أخطأ؟ أهذا أم والداه حتى ولد أعمى". فأجاب يسوع:"لا هذا أخطأ ولا والداه، ولكنّه ولد أعمى لتظهر فيه أعمال الله. فيجب عليّ، ما دام النّهار، أن أتمّ أعمال الذي أرسلني... أنا نور العالم، ما دمت في العالم". قال هذا وتفل في الأرض، فجبل من تفاله طيناً، طلى به عيني الأعمى، ثمّ قال له:"اذهب فاغتسل في بركة سلوام". فذهب فاغتسل فارتدّ بصيراً.

   ... وسأله الناس من فتح عينيك فقال لهم يسوع، فذهبوا به إلى الفريسيّين فسألوه كيف أبصر فأخبرهم. فقال بعض الفريسيّين:"ليس هذا الرجل من الله لأنّه يرعى السّبت. وقال آخرون "كيف يستطيع خاطئ أن يأتي بمثل هذه الآيات؟... فقال لهم الرّجل الذي كان أعمى:"لو لم يكن هذا الرّجل من الله، لم يستطع أن يصنع شيئاً". فطردوه من المحفل. فسمع يسوع انّهم طردوه، فلقيه وقال له:"أتؤمن بابن الإنسان؟" أجاب ومن هو سيّدي فأؤمن به؟" فقال له يسوع: قد رأيته، هو الذي يكلّمك". قال:"لقد آمنت، سيّدي وسجد له. فقال يسوع:"جئت هذا العالم لإمضاء الحكم حتّى يبصر الذين لا يبصرون ويعمى الذين يبصرون". فسمعه بعض الفرّيسيّين الذين كانوا معه فقالوا:"أفنحن أيضاً عميان؟ قال لهم يسوع:"لو كنتم عمياناً لما كان عليكم خطيئة. ولكنّكم تقولون إنّنا نبصر، فخطيئتكم ثابتة". (يوحنّا: 9، 1-41)

 

التأمّل: RealAudioMP3

 

   يبادر يسوع إلى شفاء الأعمى، كما بادر في إنجيل الأحد الماضي للكلام مع المرأة السامريّة. محطّات نادرة في الإنجيل نلاحظ فيها أنّ المريض ليس هو من يطلب الشفاء لنفسه، إنّما يسوع يبادر إليه. يسوع يشفي الأعمى منذ مولده يوم السّبت، يوم كلّ ما هو محرّم وممنوع عند اليهود، ليجعله يوم خلاص ونور وحياة. فعودة النّور تعني عودة الحياة والولادة الجديدة.

   طلى يسوع عَينَي الأعمى بالطّين وأمره ليذهب ويغتسل في بركة سلوام حيث اكتشف روعة النور وجماله بعد شفائه. دخل البركة بالإنسان العتيق والأعمى وخرج منها إنساناً جديداً ومؤمناً بيسوع، فعجز الناس عن عرفته بعد عمل النّعمة فيه. فبجبلة الطّين التي مسح بها يسوع عَينَي الأعمى جبل الإنسان الجديد ابن النّور وأرسله بين الفرّيسيّين ليجرّب إيمانه بلقاء عميان أُظلمت بصيرتهم بقلّه إيمانهم وكبريائهم. فهذا الإنسان الجديد عليه اعتبار ما ناله من نعمة الشّفاء والإقرار بالجميل لينال كمال النّور، أيّ الإيمان بالمسيح يسوع.

   إنّ المسيحي اليوم، إخوتي الأحباء، كذاك الأعمى من مولده، عليه أن يتقن النظر إلى الوراء ليفهم عظمة الموهبة التي نالها بالعماد فيكتشف إيمانه ويصبح ابناً للنور. فمن كان في النّور يستطيع مشاهدة كلّ ما يحيط به ويدرك معناه الحقيقي. فمن يبصر حقيقة هو من يقدر على بلوغ قلب الإنسان. أن نرى يعني أن نلمس قلب اللاّمنظور منتزحين إلى الجوهر. آمين.








All the contents on this site are copyrighted ©.