2005-03-07 17:16:02

أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان يتسلَّم باسم قداسة البابا أوراق اعتماد سفير اليونان الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلَّم صباح اليوم أمين سرِّ دولة حاضرة الفاتيكان الكردينال أنجيلو سودانو باسم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني، أوراق اعتماد سفير اليونان الجديد لدى الكرسي الرسولي السيّد ستافروس ليكيديس. وفي كلمته للسفير الجديد تذكَّر الأب الأقدس زيارته الرسوليَّة إلى اليونان على خطى الرسول بولس وزيارة الرئيس اليوناني كونستانتين ستيفانوبولس إلى الفاتيكان.

قال الحبر الأعظم:لا يسعني ذكر بلادكم بدون تذكار القديس بولس الرسول الذي أسَّس الجماعات المسيحيَّة الأولى في أوروبا، منذ ألفي سنة. ولا تنسى يونان اليوم إرث الإيمان المسيحي، أحد العناصر المكوِّنة للأمَّة. وهي تعلم أنَّ هذا الإرث باقٍ على الدوام عنصرًا حيًّا في ثقافتها ومؤسَّساتها، وهو قادر على إغناء طموحات نبيلة وسامية، بطريقة جديدة، من أجل مستقبل البشريَّة، سيَّما في القارَّة الأوروبيَّة، حيث المسيحيَّة طبعت ثقافتها في العمق. وأنا واثق بأنَّ بلادكم قادرة على لعب دور هام داخل الإتحاد الأوروبي كيما يتمَّ الإعتراف والتعبير بفرح بهذا البعد الديني الذي يتعلَّق به الكرسي الرسولي وجمهوريَّة اليونان.

وفي عالم اليوم الهشّ بوجود خطر الإرهاب والنزاعات الدائمة، يبدو الإتحاد الأوروبي لكثيرين كنموذج إرادةٍ سياسيَّة لصالح وحدة الشعوب والسَّلام. والكرسي الرسولي يدعو الشعوب الأوروبيَّة إلى بذل كافَّة جهودها لصالح الحوار والوئام بين الشعوب وتعزيز المؤسَّسات الدوليَّة المكلَّفة بضمانهما. وهذا الجهد منوط بإرادة بلوغ العدالة على المستوى الدولي، وبالتالي بسياسة تنمية شجاعة لصالح البلدان الأكثر حرمانًا، سيَّما في القارَّة الأفريقيَّة.

فالأحداث المأسويَّة التي حصلت مؤخرًا في جنوب شرق آسيا أضاف قداسته يقول، سلَّطت الضوء على مقدرة المجتمع الدولي في التحرّك سريعًا وبفعاليَّة لمساعدة الشعوب المُمتحنة، كما أنَّ الألعاب الأولمبيَّة التي جرت في اليونان العام الماضي بيَّنت رغبة الأخوَّة الساكنة في قلوب البشر، والقادرة على قهر البغض والعنف.

وحيَّا البابا في كلمته جماعات المؤمنين الكاثوليك العائشين في اليونان وقال إنَّهم متعلِّقون بإيمانهم ويرغبون بالشهادة عليه بطريقة حيَّة بين إخوتهم الأورثوذكس. وأضاف قداسته يقول:سطَّرتم في كلمتكم يا سعادة السفير الأهميَّة التي تعطيها حكومتكم لوجود الكنيسة الكاثوليكيَّة في اليونان.وبهذا الصدد، يبدو من الملائم أن تحظى الكنيسة الكاثوليكيَّة، وعبر مواصلة حوار مفتوح وبنَّاء بين جميع المسؤولين المعنّيين، بالوضع القانوني الذي سيكون علامة إعتراف كامل بحقوقها، كما هي الحال في جميع دول الإتحاد الأوروبي.

والكنيسة الكاثوليكيَّة قال الأب الأقدس ملتزمة من جهتها بحوار أخويٍّ مع الكنيسة الأورثوذكسيَّة، وهي تعلم أنَّ رغبة مؤمنيها في اليونان العيش اليومي لهذا الحوار، وهي ترغب أيضًا بالمشاركة الكاملة في الحياة الإقتصاديَّة، السياسيَّة والإجتماعيَّة في البلاد.

وأكَّد قداسة البابا على قربه بالصلاة من الجماعة الكاثوليكيَّة ورعاتها ووجَّه تحياته الحارَّة إلى مؤمني الكنيسة الأورثوذكسيَّة في اليونان، خاصًا بالذكر رئيس أساقفة أتينا كريستودولوس الذي استقبله بحرارة أخويَّة خلال زيارته اليونان، وقدَّم للسفير اليوناني الجديد لدى الكرسي الرسولي أطيب الأمنيات.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.