نافذتنا اليومية على أهم الأحداث العالمية الخميس 3 مارس 2005

روسيا تؤيد انسحابا حذرا للقوات السورية من لبنان

تعليقا على الوضع في لبنان قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريح صحفي إن بلاده تؤيد انسحابا للقوات السورية من الأراضي اللبنانية يتم بحذر بدون إلحاق أي ضرر بما وصفه بالتوازن الهش في لبنان طبقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1559. عن مسألة بيع موسكو أجهزة دفاع جوي لسوريا قال لافروف إن توازن التسلح في الشرق الأوسط لن يتضرر من جراء هذه الصفقة. وعودة إلى الأوضاع الراهنة في لبنان عبر رئيس الدبلوماسية الروسية عن أمله بأن تجري في وقت قريب انتخابات في لبنان بعد استقالة الحكومة إثر الضغوط التي تعرضت لها غداة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. وفي تطور آخر أكد لافروف أن حكومة لبنانية جديدة ستشكل عامل استقرار لتحقيق عملية انسحاب السوريين مشيرا إلى أن تركيبة السلطة في لبنان معقدة إضافة إلى تشابك التركيب الديني والطائفي.

من جهتها واصلت المعارضة في لبنان مطالبها بالانسحاب الكامل للقوات السورية وأجهزتها المخابراتية من لبنان قبل الدخول في أي محادثات حول تشكيل حكومة جديدة وطلبت من الرئيس السوري بشار الأسد الإعلان رسميا عن عزمه سحب جيشه ودعت إلى استقالة رؤساء الأجهزة الأمنية اللبنانية. في غضون ذلك قالت مصادر سورية رسمية إن دمشق بدأت بسحب قواتها من لبنان في إطار برنامج طويل المدى لإعادة الانتشار. لكن شهودا عيان ذكروا أن الجنود السوريين المرابطين في الجبال المطلة على بيروت باشروا بتقوية مراكزهم وبإعداد خنادق في حمانا وضهر البيدر وعين دارا خلافا لتصريحات المصادر السورية. حزب الديمقراطيين اليساريين الإيطالي عبر عن دعم مطالب الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بانسحاب القوات السورية من لبنان وتأييده قيام لبنان سيد وحر من الاحتلال الأجنبي.

عنف واعتداءات وأعمال قتل في العراق

من الأوضاع اللبنانية المتأرجحة إلى العنف في العراق حيث فجر انتحاري نفسه أمام مقر القيادة العامة للحرس الوطني العراقي في بعقوبة شمال العراق مما أدى إلى مصرع شخص وجرح 18 آخرين. وفي الموصل قتلت صحفية عراقية تعمل في إذاعة محلية وتتعاون مع صحف عراقية عديدة على يد فريق من المسلحين في ما كانت متوجهة إلى مكان عملها. الضحية كانت نشطة في مجال الدفاع عن الديمقراطية وحرية الصحافة والتعبير. وفي بغداد انفجرت سيارتان مفخختان أمام مدخل وزارة الداخلية مما سبب مقتل 5 جنود عراقيين وجرح 7 آخرين. القيادة العسكرية الأمريكية أعلنت مقتل جنديين أمريكيين في بغداد من جراء انفجار لغم أرضي. رئيس الحكومة العراقية المؤقتة أياد علاوي أعلن تمديد حالة الطوارئ في البلاد ثلاثين يوما. يشمل هذا الإجراء تضييقا على تنقل المواطنين ومنع التجول ويزيد من صلاحيات قوى الأمن.  

مداهمات عسكرية إسرائيلية واشتباكات في جنين

تزامنا مع لقاء الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في شرم الشيخ ومع تفاؤل نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شيمون بيريز حول إمكانية تثبيت الهدنة التي أعلن عنها شارون وعباس وإطلاق عملية السلام بين الشارعين الإسرائيلي والفلسطيني انفجرت سيارة مفخخة فجر الخميس على مقربة من مركز للجنود الإسرائيليين في نابلس بالضفة الغربية بدون إحداث خسائر في الأرواح لحسن الحظ. لكن الحادثة أيقظت المخاوف من احتمال عدم التقيد بالهدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. يحصل هذا في الوقت الذي سجلت فيه اشتباكات بين القوات الإسرائيلية وفرق الفلسطينيين في جنين على أثر مداهمة الجنود البلدة بحثا عن محاربين يظن بانتمائهم للجهاد الإسلامية. وقد اعتقل الإسرائيليون 7 عناصر من هذه المنظمة.

عن لقاء مبارك وعباس في شرم الشيخ كتبت الصحافة المحلية أنه امتد ليشمل وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الذي شارك صباح الخميس في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء خارجية دول الجامعة العربية في العاصمة المصرية والذي تغيب عنه وزراء خارجية لبنان وسوريا والعراق لانشغالهم بالأحداث السياسية والأمنية الداخلية في بلدانهم. تناول اللقاء نتائج مؤتمر لندن حول الإصلاحات في السلطة الوطنية الفلسطينية الذي انعقد الثلاثاء الفائت وضم 20 وزيرا للخارجية بما فيهم كوندوليزا رايس ومنسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وأمين عام الأمم المتحدة كوفي عنان. كما تطرق اللقاء أيضا إلى الوضع السياسي الهش في لبنان وتبعاته على الأمة العربية.   

أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى قال إن البلدان العربية مدعوة إلى مواجهة تحديات كثيرة بما فيها الحالة الراهنة في لبنان التي تقتضي حكمة وجرأة. وزير خارجية اليمن أبو بكر القربي وجه نداء إلى الشعب اللبناني دعا فيه إلى الوحدة الوطنية لتخطي المؤامرات. كما أثنى على موقف سوريا واستعدادها لسحب قواتها العسكرية من لبنان تطبيقا لاتفاقية الطائف. بكلمة يتفق الوزراء العرب على ضرورة انسحاب سوريا من لبنان لكنهم يختلفون حول آلية الانسحاب. فهناك من يفضل حلا عربيا في إطار الطائف ومن ينظر إلى حل دولي بمعنى تطبيق حرفي للقرار 1559. عمرو موسى يميل إلى الحل الأول ويؤكد غياب التناقض بين الاتفاقات العربية والحق الدولي والرفض العربي للقرارات الأممية. أما الحكومة المصرية فأشارت إلى ضرورة إشراك الأمم المتحدة في الانسحاب السوري المقبل عبر آلية لم تشر إليها.