2005-03-02 16:22:33

 تصلّي الكنيسة في نيّتها العامّة لشهر آذار مارس كي ما تصير حكومات الدول أكثر تنبّهاً للفقراء والمهمّشين والمقهورين


   تُصلّي الكنيسة في نيّتها العامّة لشهر آذار مارس كي ما تصير حكومات الدول أكثر تنبّهاً للفقراء  والمهمّشين والمقهورين من خلال إطلاق سياسات وبرامج تنمية ملائمة.

   في رسالته إلى أهل روما يتحدّث القدّيس بولس الرّسول إلى مسؤولي الحكومات بهذه العبارات قائلاً:"ولنا مواهب تختلف باختلاف ما أوتينا من النّعمة؛... فمن أعطيَ فليُعطِ بسلامة ومن يرئس فليرئس باجتهاد". كما يؤكّد بولس الرّسول لاحقاً أنّ لا سلطة إلاّ من عند الله... فالسلطة في خدمة الله لخير الجميع.

   إن طابع السلطة هو الخدمة. فالسلطة تتأتّى عن مقدرة الاستماع والإجابة لحاجات الناس الحقيقيّة من خلال سياسة تنمية كرامة الإنسان وحقوقه. لذا من لواجب التذكير على الدوام، تُضيف النيّة العامّة لهذا الشّهر، بأنّ الفقراء والمهمّشين  والمقهورين يتمتّعون بالكرامة نفسها التي يتمتّع بها الناس الآخرون. ولهم الحق بعيش حياة مليئة بالبحبوحة الرخاء، ومن واجب السلطة حماية حقوقهم والدفاع عنها وتوفير الوسائل الضروريّة لبلوغها.

   وربّ امرئ يتساءل "من هم الفقراء؟"، هم نفسهم في الأمس واليوم، إذ لم يطرأ أيّ تغيير على حالتهم. القديس غريغوريوس النزيانزي الذي عاش في القرن الرابع ميلادي وصف لنا في أحد كتاباته حال مدينته وفقراءها يقول:"إن المدينة مليئة بالمنفيّين، والغرباء والمهجّرين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السّماء على أبواب المدينة وفي ساحاتها العامّة وفي أسواقها ومغاورها، يعانون الجوع والعطش ويبحثون عنهما في كلّ ناحية، مجرّدون من كرامتهم يعانون الذل خائفين من تسمية أنفسهم بشر".

   الفقراء لم يولدوا كذلك بل أصبحوا فقراء ممتحنين بالذل والعوز. وعبر العصور ظهرت أشكال جديدة من الفقر كانزواء الأشخاص المسنّين، البطالة، والإدمان على الكحول والمخدّرات، التململ الشبابي وأشكال أخرى من البؤس. فالفقراء والمهمّشون والمسحوقون لا صوت لهم في مجتمعنا، ولا صوت يتحدّث عن مشاكلهم، مصيرهم الهرب والتخفّي، لا يصرخون ولا يثورون...

   إذاً تقع على غرار الجميع مسؤوليّة مساندة الفقراء ومساعدتهم على غرار ما كان يفعل مسيحيّون الكنيسة الأوّلون:"إذ لم يكن فيهم محتاج، بل كان كلّ من يملك شيئاً يبيعه ويأتي به ويلقي بثمنه عند أقدام الرّسل، فيُعطى كلّ منهم على قدر احتياجه...".








All the contents on this site are copyrighted ©.