2005-02-24 15:41:48

رئيس أساقفة الموصل يقول إن خاطفيه كانوا يستعدون لذبحه لكنّ الصلاة أنقذت حياته


تحدّث مؤخّراً رئيس أساقفة الموصل على السريان المطران باسيل جورج قس موس عن معاناته، حين تعرّض للاختطاف على يد مسلّحين في منتصف شهر كانون الثاني يناير الفائت.  قال سيادته إنّ خاطفيه كانوا يستعدون لذبحه، لكنّهم تراجعوا عن قرارهم بعد أن طلب أن يسمحوا له بالصلاة.  وأضاف رئيس الأساقفة أنّ الصلاة تحوّلت إلى حوار طويل مع أحد خاطفيه، قد يكون ساهم في إنقاذ حياته، وإطلاق سراحه بعد أربع وعشرين ساعة على اختطافه.  هذا ما جاء في مقال نشرته يوم الأربعاء وكالة الأنباء الكاثوليكية الأمريكية "كاثوليك نيوز سيرفيس"، نقلاً عن الاتّحاد الكاثوليكي الدولي للصحافة.

وقال المطران قس موسى إنّ خاطفيه هدّدوه بالقتل، وأضاف أنّه بدأ يُعدّ نفسه للموت فراح يتلو بعض المزامير طوال الليل.  وفي صباح اليوم التالي وضعه الخاطفون في صندوق سيارة، وأخذوه إلى منزل في الريف.  ثم أخرجه أحد الخاطفين من صندوق السيارة وجعله يجلس على الأرض وجلس وراءَه.  ثم وضع سكيناً على عنقه ومستوعباً لجمع الدماء، كمن يذبح دجاجة أو حملاً.  ثم قال المطران قس موسى لخاطفه: "إذا كان لا بدّ من قتلي، هل يُمكنني أن أصلّي قبل الموت؟".  ثم سُمح له بذلك فتلا الصلاة التالية ـ بصوت عال ـ على مسمع خاطفه، قال: "ربِّ، أضعُ روحي بين يديك، فاقبلني برحمتك.  أغفر خطاياي، ولتكُن مشيئتك". 

بعد تلاوة هذه الصلاة، قال رئيس أساقفة الموصل، سأله الخاطف إذا كان يريد أن يضيف شيئاً.  فصلّى سيادته من أجل المصالحة في العراق، ولكي يتسنى للمسيحيين والمسلمين العيش جنباً إلى جنب، وإعادة بناء الوطن.  ثم سأله الخاطف إذا كان خائفاً، فأجابه سيادته بالنفي.  هذا ثم بدأ حوار طويل بين الخاطف والمطران قس موسى، تطرقا خلاله إلى مواضيع عدّة، شأن عدالة الله وتوبة الإنسان، الحبّ بين الرجل والمرأة، الأمانة الزوجية، العفة الكهنوتية وطبيعة المسيح الإلهية.  وقال رئيس أساقفة الموصل إنّ محاوره راح يطرح عليه الأسئلة ويُصغي إلى أجوبته.

       بعدها ـ قال المطران قس موسى ـ علمتُ أن شخصاً ما يُدعى "الأمير" سيصل إلى مكان احتجازي ليقرّر مصيري.  ولدى وصوله توجّه إلى الأسقف قائلاً: "ماذا يجري؟  محطات التلفزة قلقة على مصيركَ، حتى إن البابا يوحنا بولس الثاني دعا إلى إطلاق سراحك".  هذا ثم أعاد الخاطفون إلى الأسقف خاتمه وصليبه، وأطلقوا سراحه، تاركين إياه خلف أحد مساجد الموصل، حيث استقل سيادته سيارة أجرة، وتوجه إلى أحد الأديرة.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.