2005-02-19 16:24:04

إنجيل الأحد 20 شباط فبراير... وقفة تأمل حول كلمة الحياة


  "وبعد ستّة أيّام مضى يسوع ببطرس ويعقوب وأخيه يوحنّا، فانفردَ بهم على جبل عال، وتجلّى بمرأى منهم، فأشعّ وجهه كالشّمس، وتلألأت ثيابه كالنور. وإذا موسى وإيليّا قد تراءيا لهم يُكالمانه. فقال بطرس ليسوع:"ربّ، حسن أن نكون ههنا. فإنّ شئتَ نصبت ههنا ثلاث مظال: واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليّا". وبينما هو يتكلّم ظلّلهم غمام نيّر، وإذا صوت من الغمام يقول:"هذا هو ابني الحبيب الذي غنه رضيت، فله اسمعوا". فلمّا سمع التلاميذ هذا الصوت، أكبّوا لوجوههم وقد استولى عليهم خوف شديد. فدنا يسوع ولمسهم وقال لهم:"قوموا، لا تخافوا". فرفعوا انظارهم، فلم يروا إلاّ يسوع وحده". (17/1-9)  RealAudioMP3

 

التأمّل:

 

   إنجيل التجلّي بعكس لنا الحقيقة التي يراها الله الآب بقوله لكبار أنبيائه:"هذا هو ابني الحبيب الذي عنه رضيت، فله اسمعوا". وكأنّه يريد القول هذا هو ابني الوحيد وليس لي ابن غيره، إنّني أبوه، وأنا وهو شخص واحد.

   بتجلّيه على الجبل أظهر لنا يسوع أنّه "النور" لكونه ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كلّ الدهور. ولكونه إله و "نور من نور"، فهو ليس "منوّراً"، أي يتلقّى النور من الخارج كالقمر الذي يتلألأ بنور الشّمس. فعندما أشعّ وجهه كالشّمس وتلألأت ثيابه كالنور ظهرت حقيقة هويّته الإلهيّة بأبهى حللها، حقيقة يحملها في جسده الإنساني وفي تاريخه على أرضنا. فهو أيضاً "ابن الإنسان" الذي يجب أن يموت ويقوم منتصراً على ظلمة الموت.

   أمّام مشهد التجلّي يشعر الإنسان وكأنّه انتزع من ذاته ليرى خلود المسيح، وليسمع وصيّة الآب القائل:"له اسمعوا". بمعرفة ومحبّة المسيح المتجسّد يمكن الإنسان أن "يصير مثل الله" ويكتشف أبوّته الإلهيّة. أمام المسيح المتجلّي بمجده فقط يمكن الإنسان أن يكتشف ذاته على غرار بطرس الذي قال:"حسن يا ربّ أن نبقى ههنا...".

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.