رئيس مجمع مؤسسات الحياة المكرَّسة يحتفل بالقداس الإلهي باسم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني احتفالا باليوم العالمي للحياة المكرسَّة

احتفالاً باليوم العالمي التاسع للحياة المكرَّسة وعيد تقدمة المسيح إلى الهيكل، ترأس رئيس مجمع مؤسَّسات الحياة المكرَّسة وجمعيات الحياة الإرساليَّة رئيس الأساقفة فرانك رودي القدَّاس الإلهي مساء أمس الأربعاء، في بازيليك القدِّيس بطرس بالفاتيكان وقرأ عظة قداسة البابا الذي تغيَّب عن الإحتفال لوجوده في المستشفى. وممَّا جاء في عظة الأب الأقدس:"يشكِّل الإحتفال بيوم الحياة المكرَّسة مناسبة ملائمة لشكر الربّ على جميع الذين يدعوهم ليمارسوا المشورات الإنجيليَّة، فيعتنقونها بأمانة ويتبعون المسيح البتول والفقير، الذي، وبطاعته حتَّى الموت على الصليب، خلَّص الناس وقدَّسهم."

ويتميَّز احتفال هذه السنة لكونه يتزامن والذكرى السنويَّة الأربعين لصدور القرار المجمعي في تجديد الحياة الرهبانيَّة الملائمة عصرنا. فخلال السنوات الماضية، وباتباع تعاليم الكنيسة، عاشت مؤسَّسات الحياة المكرَّسة وجمعيَّات الحياة الإرساليَّة مسيرة مثمرة، مطبوعة من جهة أولى برغبة الأمانة لعيش العطيَّة التي نالتها من الروح القدس، ومن جهة ثانية بقلق تكييف نظام الحياة والصلاة والعمل تكييفًا ملائمًا لأحوال الرهبان الجسديَّة والنفسيَّة الحاليَّة، لا سيَّما لحاجات العمل الرسولي ومقتضيات الثقافة والظروف الإجتماعيَّة والإقتصاديَّة، حسبما يتطلَّبه طابع كلِّ مؤسَّسة. نشكر الربَّ على تجديد الحياة المكرَّسة، إذ كثُرت ثمار القداسة والعمل الإرسالي.

وأشار البابا في عظته إلى أنَّ الإفخارستيَّا هي سرّ هذا الإندفاع الروحي. وفي هذه السنة المكرَّسة للقربان الأقدس، أحثُّ جميع الرهبان والراهبات على تأسيس إتحاد أكثر عمقًا مع المسيح عبر المشاركة اليوميَّة بهذا السرّ.  فالإفخارستيا هي محور الحياة المكرَّسة، الشخصيَّة والجماعيَّة. فيسوع قدَّم ذاته لخلاص البشرَّية بأسرها، وإنَّ كلَّ مسيحي، وبنوع خاص كلّ مكرَّس ومكرَّسة، مدعوّ لبذل حياته من أجل الإخوة، بإتحاد مع حياة المخلّص. الإفخارستيا هي الينبوع الذي لا ينضب للأمانة للإنجيل، وفي هذا السرّ، قلب الحياة الكنسيَّة يتحقَّق التشابه الحميم والتام بالمسيح والذي دُعي إليه المكرَّسون والمكرَّسات.

وفي ختام عظته، احتفالاً باليوم العالمي للحياة المكرَّسة سأل الأب الأقدس مريم العذراء أن تساعد جميع المدعويين إلى عيش علاقة خاصَّة مع المسيح كي يشاركوا يوميًّا في القداس الإلهي وتجعلَهم تلاميذ قدِّيسين للمسيح.