2005-01-28 16:04:39

تحية قداسة البابا إلى اللجنة الدولية للحوار اللاهوتي بين ممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية القديمة


استقبل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم الجمعة في قاعة الكونسيستوار في القصر الرسولي بالفاتيكان أعضاء اللجنة الدولية للحوار اللاهوتي، التي تضمّ ممثلين عن الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية القديمة.  وجّه الحبر الأعظم لضيوفه السبعة والعشرين كلمة مقتضبة استهلّها معرباً عن سروره لاستقبالهم في الفاتيكان بمناسبة لقائهم السنوي الثاني.  وخصّ قداسته بالتحية ممثلي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية، سائلاً إياهم أن يُبلغوا تحياته الأخوية إلى رؤساء هذه الكنائس.

ثم تابع البابا يقول: إني أضمّ صلاتي إلى صلواتكم، كيما تتقوى ربط الشركة الروحية بيننا، لنتأمل سوياً بسرّ الثالوث الأقدس المقيم بداخلنا وننظر إلى ما هو إيجابيّ لدى الآخرين كهبة من عند الله.  هذا ثم شجّع الحبر الأعظم الجهود التي يبذلها أعضاء اللجنة الدولية للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية القديمة، والهادفة إلى تعزيز التفاهم والشركة المتبادلَين بين مسيحيي الشرق والغرب، ثم منح قداسته الجميع فيض بركاته الرسولية.

كانت اللجنة الدولية للحوار اللاهوتي بين الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الشرقية القديمة، التي تأسّست في عام 2003، قد بدأت لقاءها يوم أمس في روما حول موضوع "الكنيسة كشركة".  والجديد في ذلك هو أنّ الكنيسة الكاثوليكية بدأت ولأول مرة حواراً مع هذه الكنائس الشرقية في حين كانت تجري سابقاً لقاءات منفصلة.

كنائس الشرق القديمة ستّ وهي: القبطية الأرثوذكسية في مصر، والكنيسة الأرثوذكسية في أثيوبيا وإرتريا، والسريانية الأرثوذكسية، والمالانكارية في الهند، بالإضافة إلى كنيستين أرمنيتَين: كنيسة إتشميئتزين وكنيسة أنتيريا.  وكانت هذه الكنائس قد انفصلت عن كنيسة روما في القرن الرابع، على أثر رفضها عدداً من تحديدات مجمع خلقدونيا المتعلّقة بالمسيح.  وبين هذه الكنائس الستّ قاسم مشترك، هو الروحانية العميقة والراسخة لا سيما بالنسبة إلى الحياة النسكية والليتورجيا المستندة إلى صلوات مكثّفة.  ولهذه الكنائس تاريخ موحّد، وتعيش كلّها في بيئة حيث الإسلام أكثر انتشاراً.  ولدى هذه الكنائس أيضاً نوع من حكمة راعوية في عيشها مع عالم إسلامي.

       أما ما رفضته هذه الكنائس من تحديدات مجمع خلقدونيا فإنه يتعلّق بمسيحانية يسوع، وبالضبط وحدة يسوع المسيح كابن لله وللبشر وبصورة كاملة، وكماله في ألوهيته وإنسانيته.  اللغة التي استعملها المجمع الخلقدوني كانت صعبة الفهم بالنسبة إلى هذه الكنائس وبخاصة كيف أنّ يسوع المسيح أقنوم واحد في طبيعتين.  وعدم فهم هذه الحقيقة اللاهوتية الكاثوليكية أو الخلقدونية يعود سببه إلى أنّه كانت لهذه الكنائس في ثقافاتها ولغاتها تعابير لا تتوافق مع تلك اليونانية، إذا كان الأمر أمر تعابير وألفاظ لا غير.

       هذه القضية وجدت لها حلاً في أواخر الستينات مع التوقيع على بيانات مشتركة مسيحانية أولاً بين البابا بولس السادس ثم يوحنا بولس الثاني وبين بطاركة هذه الكنائس، بيانات تؤكّد على مقاسمة الإيمان الواحد.  وهكذا تركت الكنائس الماضي وراءها، وعبّرت بتعابير معاصرة عن الإيمان الواحد المشترك، وهكذا أصبحت الكنائس الشرقية القديمة والكنيسة الكاثوليكية تتقاسم إيماناً واحداً بيسوع المسيح، الكامل في ألوهيته وإنسانيته.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.