2005-01-27 17:01:19

قداسة البابا يوجِّه رسالة بمناسبة الذكرى السنوية الـ 60 لتحرير معسكر الإعتقال النازي في أوشفيتس ببولندا


احتفالاً بالذكرى السنوية الـ 60 على تحرير معسكر الاعتقال النازي في أوشفيتس ببولندا، وجَّه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني رسالة كتب فيها يقول:"في هذه الأيام نتذكَّر ملايين الأشخاص الذين وبدون أيِّ ذنب تحمَّلوا آلامًا لاإنسانيّة وقُتلوا في غرف الغاز. وحين، وكحبر أعظم، زرتُ معسكر أوشفيتس في عام 1979، توقّفتُ أمام نصب تذكاريّة للضحايا وعليها كتابات بلغات متعدَّدة... لا يُسمح لأحد، أمام مأساة هذه المحرقة ألاّ يفكِّر فيها. فإنَّ محاولة تدمير شعب بأكمله بطريقة مبرمجة يمتدّ كظلٍّ على أوروبا والعالم بأسره، وجرم طبع للأبد تاريخ البشريّة."

ولذا، قال قداسة البابا:"لا يجوز الإستسلام أمام الإيديولوجيّات التي تبرِّر دوس كرامة الإنسان على أساس اختلاف العرق ولون البشرة واللغة والدين. وأوجِّه اليوم هذا النداء للجميع، سيَّما للذين، وباسم الدين، يلجأون للكيد والإرهاب. وهذه الأفكار رافقتني بنوع خاص خلال الإحتفال بيوبيل العام ألفين، وحين كحاج زرتُ الأرض المقدَّسة والقدس، وحين وأمام حائط المبكى رفعت الصلاة بصمت طالبًا توبة القلوب وإرتدادها."

وخلال زيارتي أوشفيتس، أضاف الأب الأقدس يقول، شدَّدت على ضرورة الوقوف أمام كلِّ نصب، وفعلتُ ذلك متأمِّلاً وموكلاً للرحمة الإلهيَّة جميع الضحايا المنتمين إلى دول مختلفة عانت فظاعة الحرب ووحشيتها. وصلِّيتُ أيضًا للحصول على عطيَّة السلام للعالم. وسأرفع الصلاة بلا كلل، كلِّي إيمان، أنَّه وفي كلِّ ظرف، سينتصر في النهاية احترام كرامة الكائن البشري وحقوق كلِّ إنسان في البحث بحريَّة عن الحقيقة وإتمام العدالة وحقّ كلّ فرد في عيش حياة تليق بالإنسان.

ومن خلال الكلام عن ضحايا أوشفيتس، أتذكَّر أيضًا الأعمال البطوليّة... فأشخاص كثر أظهروا محبَّة تجاه رفقائهم السجناء وحتَّى قاتليهم. كثيرون قاموا بذلك محبَّة بالله والإنسان، وآخرون باسم قيم روحيَّة سامية. وبفضل تصرفهم يمكننا القول إنَّ الإنسان حتَّى ولو كان قادرًا على ارتكاب الشرّ، لن تكون للشرّ الكلمة الأخيرة. والشهادة على هذه المحبَّة في أوشفيتس، لا يمكنُ أن تذهب سدًى، بل عليها إيقاظ الضمائر ووقف النزاعات والحضّ على السلام.

وفي ختام رسالته بمناسبة الذكرى السنوية الـ 60 على تحرير معسكر الإعتقال النازي في أوشفيتس ببولندا، كتب قداسة البابا يقول:"إذا كنَّا نتذكَّر اليوم هذه المأساة، لا نفعل ذلك لفتح جراح الماضي وإيقاظ مشاعر الكراهية، إنَّما لإكرام هؤلاء الأشخاص وتسليط الضوء على هذه الحقيقة التاريخيّة، وكيما يدرك الجميع بأنَّ هذه الأحداث المأساوية عليها أن تشكِّل لأناس زمننا الحاضر دعوة إلى المسؤولية في بناء تاريخنا. لا يجوز وفي أيِّ بقعة من الأرض أن يتكرَّر ما عاشه رجال ونساء نبكيهم منذ ستين سنة!


 








All the contents on this site are copyrighted ©.