2005-01-26 16:07:12

في مقابلة الأربعاء العامة قداسة البابا يحدِّث المؤمنين عن المزمور المائة والرَّابع عشر


أجرى قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح اليوم مقابلته العامّة المعتادة في قاعة بولس السادس بالفاتيكان وحدَّث المؤمنين عن المزمور المائة والرَّابع عشر حيث يرتفع صوت صاحب المزامير معبِّرًا عن حبِّه للربّ. بعد مقدِّمة احتوتْ صلاة حارَّة:"أحببتُ لأنَّ الربَّ يسمعُ صوتَ تضرّعي، قد أمالَ أذُنَهُ إليَّ فأدعوهُ مدَّةَ أيَّامي"، يصوِّر المزمور كابوس موت قتال يلاحق حياة الضَّارع، ويتمُّ تصوّر هذا الكابوس برموز معتادة لدى صاحب المزامير منها حبال الموت التي تكتنف الإنسان وشدائد الجحيم التي تدركه بالإضافة إلى الضيق والحسرة.

وتابع قداسة البابا تعلميه قائلاً:الصورة هي صورة فريسة وقعتْ في فخِّ صيَّادٍ عنيد، وما الموت سوى قبضة تخنقه. والمصلّي يوجد بالتالي في خطر الموت وترافقه خبرة نفسانيَّة مؤلمة"إنَّ الشدائدَ اكتنفتني"، ولكن على الرَّغم من ذلك، ترتفع من هذه الهوّة صرخة موجَّهة لمن يستطيع أنْ يمدَّ يده وينزع المصلّي المتضايق من هذه الحبائل المتشابكة"يا ربّ نجِّ نفسي."

هذه الصلاة مختصرة، أضاف الأب الأقدس يقول، لكنَّها حارَّة ويرفعها رجل يجد ذاته في وضع قانط ويتعلّق بخشبة الخلاص الوحيدة. هكذا صرخ الرسل أيضًا أثناء العاصفة، وهكذا صرخ بطرس الذي بدأ يغرق أثناء سيره على الأمواج. الضارع خلُص ونجا ولذلك يصرخ معلنًا:"الربُّ رؤوفٌ وصدّيقٌ وإلهنا رحمان."

إنَّ الثقة الحقيقة تسمع دائمًا الله وكأنَّه محبّة إنْ صعُبَ أحيانًا فهم سير تدبيره، لأنَّ ما يظلُّ في ذهن المصلّي هو:"أنَّ الربَّ يحفظُ الصغراءَ"، ويستطيع الإنسان دائمًا أن يعتمد عليه حتّى في ساعات البؤس والإهمال لأنَّه أب اليتامى ومدافع عن الأرامل. الربّ الذي تضرَّع الإنسان إليه بإيمان مدَّ يده وقطعَ الحبال التي كانت تكتنف المصلّي ومسحَ دموع عينيه أووقف الإنحدار السريع نحو الهوّة الجهنَّمية، وهكذا ينتهي المزمور ـ النشيد بأشعة نور، والمصلّي يعود إلى أرض الأحياء وسبل العالم ليسير بحضور الله. وفي ختام مقابلته العامّة، حيَّا قداسة البابا المؤمنين الحاضرين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان ومنح الجميع بركته الرسولية.

 

 

 

 

 

 

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.