2005-01-24 16:52:19

رسالة قداسة البابا احتفالا باليوم العالمي الـ 39 للإتصالات الإجتماعيَّة

"وسائل الإتصالات الإجتماعيّة: في خدمة التفاهم بين الشعوب"


احتفالاً بعيد القديس فرانسوا دي سال شفيع الصحافيين الكاثوليك الموافق تاريخ اليوم الرابع والعشرين من كانون الثاني يناير، وجَّه قداسة البابا يوحنا بولس الثاني رسالته لليوم العالمي الـ 39 للإتصالات الإجتماعيّة المرتقب الإحتفال به في الثامن من شهر أيار مايو المقبل، وموضوعه هذا العام :"وسائل الإتصالات الإجتماعيّة: في خدمة التفاهم بين الشعوب."

استهلّ الأب الأقدس رسالته من كلمات القديس يعقوب:"مِنْ فَمٍ واحدٍ تخرجُ البرَكَةُ واللَّعنة. فيجبُ يا إخوتي ألاَّ يكونَ الأمرُ كذلك"، وقال إنَّ الكتب المقدَّسة تذكِّرنا بأنَّ للكلمات قوّة كبيرة، فبإمكانها توحيد الشعوب أو تقسيمها، مؤسِّسة علاقات صداقة أو مسبِّبة العداوة. وينطبق هذا المفهوم أيضًا على وسائل الإتصالات الإجتماعيّة. فبتصرّف التكنولوجيات الحديثة إمكانيات لا سابق لها لعمل الخير ونشر الحقيقة، حقيقة خلاصنا بيسوع المسيح وتنمية الوئام والمصالحة.أمَّا استعمالها الخاطئ فقد يسبِّب ضررًا هائلاً مع ما يحمله من عدم الفَهم والأحكام المسبّقة وحتّى النزاع. وموضوع اليوم العالمي لوسائل الإتصالات الإجتماعيّة لهذه السنة يذكِّر بحاجة ملحّة، وهي تعزيز وحدة العائلة البشريّة من خلال استخدام هذه الوسائل الكبيرة."

وتابع البابا رسالته قائلاً:"إنَّ التربية هي الطريقة الفضلى لبلوغ هذا الهدف. وباستطاعة وسائل الإعلام تربية ملايين الأشخاص في العالم، وقد وُصفت "بالأريوباغوس" الأوّل في الأزمنة المعاصرة وأصبحت لكثيرين الوسيلة الأساسية للإستعلام والتنشئة، فإنَّها تقود وتُلهم التصرفات الفرديّة والعائليّة والإجتماعيّة. والمعرفة اليقظة تنمّي التفاهم وتُزيل الأحكام المسبّقة وتشجّع على التعلّم أكثر فأكثر.وللصورة أيضًا قوّة كبيرة في نقل المشاعر فهي تعلّم كيفيّة اعتبار الأشخاص من جماعات وأُمم مختلفة. فعندما يصوَّر الآخرون بطريقة عدائيّة، تنتشر بذور نزاع قد يؤدّي بسهولة إلى العنف والحروب وحتَّى الإبادة. وبدل بناء الوحدة والتفاهم، تقوم وسائل الإعلام بتشويه صورة باقي الفئات الإجتماعيّة والإتنيّة والدينيّة مغذيّة الخوف والضغينة." 

وأضاف قداسة البابا في رسالته يقول إنَّ لوسائل الإعلام قوّة كبيرة في تنمية السلام وبناء جسور الحوار بين الشعوب، كاسرة حلقة العنف والثأر. وكما يقول القديس بولس:" لا تدعِ الشرَّ يقهرْكَ، بل كن بالخير للشرِّ قاهرًا"، وهذه الكلمات شكَّلت عنوان يوم السلام العالمي لهذا العام. وإذا كان هذا الإسهام في تحقيق السَّلام إحدى الطرق التي تتمكّن من خلالها وسائل الإعلام تقريب البشر من بعضهم البعض، فهناك أيضًا تأثيرها لتسريع تقديم المساعدات بغية مواجهة الكوارث الطبيعيّة، وهذا ما حصل مؤخرًا عندما قدَّم المجتمع الدولي المساعدات للمتضرّرين من كارثة تسونامي. فالسرعة الكبيرة في انتشار الأنباء تنمّي إمكانيّة اتخاذ الإجراءات العمليّة في وقت سريع لتقديم كلِّ مساعدة ممكنة. وعلى هذا النحو، باستطاعة وسائل الإعلام تقديم كميّة كبيرة من الخير.

وأشار الأب الأقدس إلى أنَّ العاملين في حقل الإعلام من واجبهم عيْش القيم والتصرفات المدعويين إلى تعليمها.وهذا يتطلّب التزامًا حقيقيًا من أجل الخير المشترك، خير العائلة البشريّة بأسرها. وبإمكان العاملين في حقل الإعلام أيضًا تنمية ثقافة حياة حقيقيّة. وفي ختام رسالته احتفالاً باليوم العالمي التاسع والثلاثين للإتصالات الإجتماعيّة، قال قداسة البابا إنَّه سيرفع الصلاة كيما يساهم الإعلاميون، رجالاً ونساء في هدم جدار العداوة الذي يقسم عالمنا. وهو جدار يفصل الشعوب والأمم مغذيًّا عدم التفاهم وغياب الثقة، وليعرفوا استخدام الوسائل التي بحوزتهم لتوطيد راوبط الصداقة والمحبّة التي تدلّ بوضوح إلى بداية ملكوت الله هنا على الأرض.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.