2005-01-22 16:14:03

قداسة البابا يتسلّم أوراق اعتماد سفيرة هولندا الجديدة لدى الكرسي الرسولي ويشدِّد على أهمية بناء مستقبل سلام بين البشر


تسلّم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح السبت في الفاتيكان أوراق اعتماد سفيرة هولندا الجديدة لدى الكرسي الرسولي السيّدة مونيكا باتريسيا أنطوانيت فرانك ووجّه لها كلمة قال فيها:"إنَّ أخبار العالم اليوميّة تذكِّرنا بضرورة بناء مستقبل سلام بين البشر. وتكمن الحاجة اليوم وأكثر من أيّ وقت مضى إلى حوار عميق بين مختلف الجماعات التي تؤلّف الأمّة كيما يتعلّم الجميع أن يتعارفوا ويحترموا أنفسهم. وفي رسالتي إحتفالا بيوم السلام العالمي لعام 2001 أشرتُ إلى أنَّه، وكيلا يتحوّل معنى الإنتماء الثقافي إلى إنغلاق، ينبغي وجود معرفة صافية وغير متأثرة بأحكام مسبّقة وسلبيّة للثقافات الأخرى. وبهذا الشرط، يمكن إقامة علاقات سلميّة بين مختلف الجماعات بهدف بناء الأمّة."

ولضمان مساهمة قوية للكنيسة الكاثوليكيّة في هذه المسيرة التي تُعِدُّ "ثقافة سياسية جديدة"، دعوت ومنذ ثلاث سنوات ممثلي الديانات الكبرى للإجتماع في مدينة أسيزي بهدف إظهار رغبتنا المشتركة بالسلام وطلبت إليهم تنمية حوار عميق بين مختلف الأديان ورفض تبرير اللجوء إلى العنف لأسباب دينيّة والتنديد به. ومذ ذاك الحين يعمل الكرسي الرسولي على تنمية حوار ديني حقيقي بين الأديان، داعيًا المسيحيين في المجتمعات التي يعيشون فيها إلى أن يكونوا صانعين سلام وحوار سيّما مع المؤمنين من ديانات أخرى.

وتابع البابا كلمته قائلا:"إنَّ الكرسي الرسولي يعتبر أنَّ مكافحة داء الإيدز بطريقة مسؤولة تمرّ بالضرورة عبر التربية على احترام قدسيّة الحياة والعفّة والأمانة." ودعا قداسته حكومات الإتحاد الأوروبي إلى بذل جهود إضافية لصالح النموّ سيّما في أفريقيا، القارّة المجاورة، وذلك لتعزيز إتفاقات التعاون والشراكة.

وأضاف الأب الأقدس يقول:"منذ سنوات عديدة، التزم المجتمع الهولندي المطبوع بظاهرة العلمنة، بسياسة جديدة في ما يتعلّق ببداية الحياة ونهايتها. والكرسي الرسولي بيّن أكثر من مرّة موقفه الواضح بهذا الشأن ودعا جميع الكاثوليك في هولندا إلى الشهادة على تعلّقهم باحترام الكائن البشري، منذ الحبل به وحتَّى موته الطبيعي. واليوم أيضًا، قال قداسته، أدعو السلطات وجميع من يمارسون دورًا تربويًا إلى إعادة النظر في خطورة هذه المسائل  بهدف بناء مجتمع يولي اهتمامًا اكبر بالإنسان وكرامته. وشبّان بلادكم يحتاجون أيضًا إلى تربية متينة تنمّي شخصيتهم وتقويها بانتظار تحمّل مسؤولياتهم في الغد.

وحيّا قداسة البابا في كلمته الجماعة الكاثوليكيّة في هولندا ورعاتها وشجّعهم على تنمية الحوار بين مختلف الأشخاص وجميع الفئات التي تؤلّف المجتمع ودعاهم ليكونوا في خدمة الأشدّ ضعفًا المهمّشين غالبًا في المجتمعات المعاصرة المطبوعة بالمنافسة الإقتصاديّة والإجتماعيّة. وفي ختام كلمته منح الأب الأقدس سفيرة هولندا الجديدة لدى الكرسي الرسولي وعائلتها ومعاونيها ومواطنيها بركته الرسولية.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.