أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين المسيح أساس الكنيسة الأوحد

 

   "المسيح هو أساس الكنيسة الأوحد". حول هذا الموضوع تتمحور صلوات وتأمّلات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين لهذا العام، والذي بدأ يوم أمس الثلاثاء لينتهي في الخامس والعشرين من هذا الشهر. أصبح هذا الأسبوع منذ عام 1908 تقليداً مسيحياً يُخصّص فيه الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت في العالم كلّه، فترات مكثّفة من الصلاة المُشتركة والاحتفالات الطقسيّة. فترات تسمح للمسيحيّين في كلّ مشاربهم بأن يتعرّفوا عن كثب على روحانيات وطقوس بعضهم البعض.

   يُمثّل أسبوع الصلاة هذا جردة يتوقّف فيها الجميع أمام ما تمّ بنيانه على مستوى الحوار الكنسي بين مختلف الجماعات، وبهذا الصدد جاء في بيان صادر عن المجلس البابوي لتعزيز الوحدة بين المسيحيّين: نُعلن عليكم وبفرح كبير، بدء زمن جديد من التعاون بين الكنيسة الكاثوليكيّة والمجلس المسكوني للكنائس.

   ميّز سنة 2004 المنصرمة حدثان هامّان على مستوى الحوار المسكوني بين الكاثوليك والأرثوذكس. الحدث الأوّل حضور بطريرك القسطنطينيّة المسكوني برتلماوس الأوّل الاحتفال الذي جرى في بازيليك القديس بطرس بتاريخ السابع والعشرين من تشرين الثّاني نوفمبر الفائت، والذي سلّم خلاله الخبر الأعظم البطريرك الأرثوذكسي جزء من ذخائر القدّيسَين يوحنّا فم الذّهب وغريغوريوس النازيانزي. والحدث الثاني هو إعادة البابا أيقونة أم الله سيّدة كازان التاريخيّة إلى بطريرك موسكو وسائر روسيا للروم الأرثوذكس أليكسَي الثاني. أضف إلى ذلك استقبال الحبر الأعظم مؤخّراً بعثة مسكونيّة فنلنديّة وحديثه عن تحسّن العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكيّة والاتحاد اللوثراني العالمي والتي يؤكّد عليها توقيع البيان المشترك حول عقيدة التبرير.

   النصّ الأصلي لصلوات وتأمّلات أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين لهذه السّنة مأخوذة من رسالة القديس بولس الرّسول إلى أهل كورنتس، وتحديداً الفصل الثالث الذي يتحدّث عن الانقسامات والانشقاقات داخل مؤمني هذه الكنيسة الذين كان ينادي بعضهم بأنّه لبولس والبعض الآخر لأبولّو أو للصّفا. ويترك لنا بولس من خلال هذه الرسالة تعليماً واضحاً يصوّر لنا الجماعة المسيحيّة كبنيان واحد أساسه الأوحد يسوع المسيح.