2005-01-08 16:04:40

صدور رسالة قداسة البابا بمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة


   صدرت صباح اليوم في الفاتيكان رسالة قداسة البابا لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات الكهنوتيّة والرهبانيّة الذي تحتفل به الكنيسة في السابع عشر من شهر نيسان أبريل القادم ويُصادف الأحد الرابع بعد عيد الفصح.

   موضوع الرسالة:"مدعوون للتقدّم إلى العمق".

      ذكّر البابا في بداية رسالته بما كتبه في رسالته الرسولية "الألف الجديد الذي بدأ"، عن دعوة يسوع لتلاميذه بأن يُلقوا الشباك التي أنتجت الصيد العجائبي، إذ قال لبطرس تقدّم إلى العمق. وَثِقَ بطرس ورفاقه بكلمة المسيح وألقوا الشباك.

   "تقدّموا إلى العمق!". إنّ هذه الدعوة التي أطلقها المسيح هي آنية أيضاً في زماننا الحاضر، حيث تنتشر عقليّة التنحّي عن الالتزامات الشخصيّة أمام كلّ صعوبة تعترض الإنسان. فالشرط الأوّل للتقدّم إلى العمق، كتب البابا في رسالته، هو إغناء روح الصلاة وتغذيته بالسماع اليومي لكلمة الله. الحياة المسيحيّة الحقيقيّة تُقاس بمدى عمق الصلاة التي هي فنّ يتلقّنه المرء من فم المعلّم الإلهي نفسه على غرار الرّسل الأوّلين الذين سألوه "يا ربّ علّمنا أن نُصلّي. في الصلاة نسكن في المسيح وهو يسكن فينا...

   إنّ من يفتح قلبه للمسيح، كتب البابا في رسالته لمناسبة اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات، يفهم سرّ وجوده ودعوته فتنضج فيه ثمار النّعمة الرائعة. ومن بين هذه الثمار النموّ في القداسة ضمن مسيرة روحيّة تحوّل المؤمن إلى إنجيل حياة قادر على المحبّة بقدر ما أحبنا يسوع المسيح الذي حثّ تلاميذه قائلاً:"كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل هو"...

   ثمّ يتوجّه البابا في رسالته إلى الشبيبة الطالعة والمراهقين، مُجدّداً دعوة المسيح لهم لأن "يتقدّموا إلى العمق"، وخصوصاً من هم أمام اتخاذ قرارات مهمّة تحدّد مستقبل حياتهم... فهم بحاجة للمسيح كما أن المسيح أيضاً بحاجة إليهم. لذا أعزائي الشباب والشابات أدعوكم للوثوق بالمسيح والإصغاء لوصاياه. تأمّلوا بوجهه القدوس وثابروا على سماع كلمته. دعوه يقود كلّ آمالكم وتطلّعاتكم وما يختلج قلوبكم من مُثُلٍ ورغبات.

   ويتوجّه البابا في رسالته أيضاً إلى الأهل والمربّين المسيحيّين، وإلى الكهنة والمكرّسين مُذكّراً إياهم بأن الله أسند إلى عنايتهم الخاصّة قيادة الشبيبة في طريق القداسة. وطلب البابا منهم أن يكونوا لهم مثالاً للأمانة السخيّة للمسيح، وأن يشجّعوهم على "التقدّم إلى العمق" والإجابة على دعوة المسيح لهم. فهو يدعو البعض للحياة العائليّة والبعض الآخر للحياة الرهبانيّة أو الخدمة الكهنوتيّة. وحث البابا الأهل والمربّين على مساعدة الشبيبة في تمييز طريق حياتهم ليصيروا أصدقاء وتلاميذ حقيقيّين للمسيح.

   وطلب البابا في رسالته من الجميع عدم تناسي الحاجة إلى كهنة قديسين ونفوس تكرّست بكليّتها للرّب! لذا من الضروري والطارئ القيام بحملة واسعة لدعم راعوية الدعوات، تشمل الرعايا، والمراكز التربويّة والعائلات، وتعكس قيم الحياة الأساسيّة التي تتلخّص بمنح الذات بكليّتها إلى الله.

  وإلى الشباب والشابات المدعوّين لعيش حياة مسيحيّة مميّزة، طلب البابا منهم أن يصغوا لما قالته مريم للرسل في عرس قانا الجليل:"إصنعوا ما يأمركم به". وهو يطلب منكم، كتب البابا، بأن "تتقدّموا إلى العمق" والعذراء تشجعكم على سماع كلمته دون أي خوف أو تردّد.

   وتمنى البابا في ختام رسالته بأن ترتفع في كلّ ناحية من الأرض الصلوات الضارعة إلى الرّب لكي ما يُرسل "فعلة لحصاده". كهنة قديسين يرعون بمحبّة وأمانة القطيع الملقى على عاتقهم.








All the contents on this site are copyrighted ©.