2005-01-06 16:54:24

عماد يسوع في نهر الأردن


   بعمادكَ ربِّ في نهر الأردن من يد يوحنَّا المعمدان، بدأت مسيرة تطهيرنا من الخطيئة. بغسل الماء كان يوحنَّا يُطهِّر الخطأة من آثامهم، وبالروح القدس ونار الحق طهَّرت بشريَّتكَ الجديدة يا ابن الله. قَبِلتَ العماد من يد يوحنَّا العبد، أنتَ من لا تحتاج التطهير لأنَّك الطهر نفسه، ولكنَّكَ أتممت العدل المزمع أن يحلّ بِكَ، وتضامنتَ مع طبيعتنا البشرية، وبنوع خاص مع أضعف ضعفائها، وخطأتها. عدالَتُكَ يا سيِّد هي أعظم من كلِّ عدالة. فإنَّّكَ لم تعُد إله السُّخط والغضب في العهد القديم، ولا إله الحروب والبطش، إذ يدفع الناس ثمن عدالَتِكَ دماءً وذبائح، ولكنَّك لعظمة محبَّتِكَ، حوَّلتَ عدلَكَ إلى فقر وانمحاءكَ مساواة بطبيعة البشر، حتَّى قضت عدالة الخلاص تعليقَكَ على الصليب وموتَكَ من أجل فداء البشر من خطاياهم. لم يتجلَّ وجه ألوهيَّتِكَ الزاهي بعجائب وعظائم قلبت الطبيعة وحطَّمت الجبال، إنما تجلَّى بالإنسان الضعيف، الفقير، الذي يستعطي الحب وهو الحب بذاتِه، تجلَّت بشفاء أعمى، وأبرص، وكسيح... تعمَّد يسوع في الأردن وانفتحت السماء له وللناس المسحوقين في فقرهم المادي والمعنوي، وانفتاح السماء يعني نظرة الله العطوفة إلى العالم، هو من لم يُشفِق على ابنه الوحيد فقدَّمه للموت فداءً للبشريَّة.

   لا فرق إخوتي بين عمادنا وعماد يسوع. أن أكون مسيحياً معمَّداً يعني أن أكون رسول الفقراء والمحتاجين، شعاري الحبّ بلا هوادة على مثال معلِّمي الأوحد يسوع المسيح. آمين:RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.