2005-01-03 16:15:32

عدد شهداء الكنيسة الذين سقطوا خلال عام 2004


   بلغ عدد شهداء الكنيسة الذين سقطوا بطريقة عنيفة خلال عام 2004، خمسة عشرة شهيداً، بين كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيّين، كرّسوا حياتهم لنقل بشارة الإنجيل السعيدة حيث وُجدوا مدركين مخاطر تقديم ذواتهم ذبيحة دمويّة لشهادتهم المسيحيّة. هؤلاء لم يتراجعوا عن التزاماتهم فسقطوا ضحايا السطو والسّرقة والاعتداء الجسدي، وكلّها ثمار أوضاع اجتماعيّة يسيطر عليها العنف والفقر.

   القارّة الأفريقيّة حظيت بالعدد الأكبر من الشهداء، انطلاقاً من بوركينا فاسو، أوغندا، بوروندي، جنوب أفريقيا، كينيا وتشاد. بلدان شهدت إهراق دماء خمسة كهنة، وراهب وراهبة. فيما شهدت القارّة الأميركيّة وفاة ثلاثة كهنة، اثنان منهم في المكسيك وغواتيمالا، والثالث في تشيلي وهو مُرسل صرف كلّ حياته لنصرة الفقراء، قضى قتلاً داخل الكاتدرائيّة بعد انتهائه من الذبيحة الإلهيّة على يد أحد الشبان المنتمين إلى بدعة شيطانيّة.

   أمّا القارّة الآسيويّة فيبدو أنّ شبح الأصولية يُخيّم عليها. في باكستان قضى ثلاثة شبان كاثوليك بعد تعرّضهم للاعتداء والضرب حتّى الموت بسبب تهم كاذبة هدفها دفعهم إلى جحد إيمانهم بالمسيح. وفي الهند قتل المتطرّفون الهندوس كاهناً بعد اتهامه بالقيام بأعمال تبشيريّة، فيما كان نشاط الكاهن المغدور يقتصر فقط على زيارة العائلات الهندوسيّة لما يربطه بها من صداقات شخصيّة.

   كما لا يُمكننا نسيان اللائحة الطويلة من المسيحيّين الذين قتلوا في العراق بالإضافة إلى الكثير من الجنود المجهولين الذين قضوا في كلّ ناحية من نواحي الأرض دون أن نعرف عنهم شيئاً.

   العام 2004 الذي مضى، شهد هو أيضاً دفع ضريبة الدم من قبل إخوة وأخوات كثر همّهم الوحيد نموّ الكنيسة في العالم. ضريبة يجهلها معظم الناس لعدم اكتراث وسائل الأعلام بنشرها والحديث عنها. وربّما نجهل معظم الأسباب التي أدّت إلى وفاتهم، ولكنّ قضية الإيمان تظهر جليّة كضريبة دفعوها شهادة جريئة ليسوع المسيح وإنجيله.

   الكنيسة تعترف بشهدائها وتفتخر بهم. إنهم سقوا تربتها الخصبة بدمائهم لينبت مسيحيّون جدداً في العالم. الاستشهاد علامة جليّة لحضور الكنيسة الحي في كلّ مجتمع وثقافة، وهو حافزٌ يشجّع على الاستمرار برسالة نشر الإنجيل في كلّ ناحية دون خوف وتردّد. إنّه أسمى شهادة يستطيع كلّ مسيحي أن يؤديها في حياته تجسيداً للسلام الذي أعطانا إيّاه ربّنا وإلهنا يسوع المسيح.








All the contents on this site are copyrighted ©.