2004-12-29 15:39:51

في مقابلته العامّة مع المؤمنين، قداسة البابا يوجّه نداءً من أجل التضامن مع الشعوب المنكوبة بزلزال جنوب شرق آسيا


   وجّه قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني في نهاية مقابلته العامّة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، نداءً من أجل التضامن مع الشعوب المنكوبة بزلزال جنوب شرق آسيا. قال البابا في ندائه:"إن الأنباء التي تتوارد تباعاً من آسيا، تُظهر أكثر فأكثر فظاعة الكارثة التي ضربت بنوع خاص الهند، إندونيسيا، سريلانكا وتايلانديا.

   لقد تحرّكت الجماعة الدوليّة والكثير من المنظّمات الإنسانيّة بسرعة كبيرة من أجل المشاركة في عمليات الإنقاذ، التي تشارك فيها أيضاً العديد من المؤسّسات الإعانيّة الكنسيّة. ففي هذا الجو الميلادي أدعو جميع المؤمنين وجميع الناس ذوي الإرادة الحسنة للمساهمة بسخاء في عمل التضامن الجبّار نحو شعوب أنهكها امتحان الطبيعة وهي معرّضة اليوم لمخاطر تفشّي الأوبئة. إنني قريب منهم بعاطفتي وصلاتي، وبنوع خاص من الجرحى والمشردّين بدون مأوى، كما أسلم إلى مراحم الله نفوس الضحايا الكثيرة التي سقطت".

   جاء نداء البابا، كما ذكرنا أعلاه، بعد تعليمه الأسبوعي في إطار مقابلته العامّة الثامنة والأربعين والأخيرة هذا العام بحضور آلاف المؤمنين والحجاج القادمين من بلدان عديدة من العالم.

   استهلّ البابا تعلميه بآية من الرسالة إلى العبراينيّين جاء فيها:"إنّ الله بعدما كلّم آباءنا قديماً مرّات كثيرة بلسان الأنبياء كلاماً مختلفَ الوسائل، كلّمنا في هذه الأيام وهي آخر لأيّام بلسان الابن الذي جعله وارثاً لكلّ شيء وبه أنشأ العالمين".

   تحمل هذه الآيات من الرسالة إلى العبرانيّين معانٍ مميّزة في زمن ا لميلاد. ففي الليلة المقدّسة أرسل الله للبشريّة في كلّ زمان ومكان كلمة خلاصه النهائيّة. ابن الله الوحيد، الذي صار إنساناً، وجعل مسكنه بيننا، فتمّ انتظار المسيح الذي تحدّث عنه الأنبياء...

وأضاف قداسة البابا في تعليمه يقول:"لنواصل الوقوف أمام المغارة! بهذا الرّمز التقليدي للميلاد، حدّثنا الله الخالق الأزلي والكلّي القدرة بواسطة ابنه سيّد الكون الذي صار طفلاً ليلتقي الإنسان. وكانت العذراء مريم أوّل من قبله وقدّمه للعالم. وإلى جانبها يوسف، الذي دعي ليلعب دور الأب والحامي ليسوع الفادي".

   ويكتمل المشهد الميلادي، أضاف البابا مع الملائكة المنشدين بفرح العيد "المجد لله في العُلى وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرّة"؛ وبالرعاة الذي يمثّلون الناس بسطاء ووعاء وفقراء الأرض، ويُضاف إليهم بعد بضعة أيام الماجوس الثلاثة الذين قدموا من البعيد لإكرام ملك الملوك.

   إنّ صلوات زمن الميلاد، ختم البابا تعليمه الأسبوعي، تدعونا لأن نهرع فرحين إلى مغارة بيت لحكم للقاء يسوع المسيح، مخلّصنا... فلنفتح أبواب قلوبنا له ليرافقنا الآن وطوال السّنة الجديدة المطلّة علينا...

   وفي الختام نورد بعض الإحصائيات حول عدد الحجاج والمؤمنين الذين التقاهم البابا طوال عام 2004. فضمن مقابلاته العامّة الثماني والأربعين التقى البابا نحو نصف مليون نسمة. وضمن مقابلاته الخاصّة التقى نحو مائتَين ألف نسمة. وضمن احتفالاته الليتورجيّة التقى قداسته نحو نصف مليون نسمة. وضمن صلوات التبشير الملائكي أيام الآحاد التقى قداسته مليون نسمة نيّف. ليصل العدد الإجمالي للمؤمنين والحجاج طوال العام الذي شارف على نهايته حوالي مليونَين ومائتَي ألف نسمة.








All the contents on this site are copyrighted ©.