2004-12-26 14:13:04

ميلاد الفرح هو أيضاً ميلاد الاستشهاد والفداء


   تحتفل الكنيسة اليوم بذكرى القديس إسطفانوس، رئيس الشمامسة وأوَّل الشهداء، لتُبيِّنَ أنَّ يسوع وُلِدَ ليموتَ ويفتدي العالم. إسطفانوس كان من عداد الشمامسة السبعة الذين انتخبهم الرّسل في أورشليم لخدمة المائدة. مات رجماً بالحجارة على يد جماهير اليهود الغاضبة وكهنتهم بتهمة التجديف على إلهِهِم فصار أوَّل الذين شهِدوا لإيمانهم بالمسيح ورصَّعوا تاج الكنيسة بدمائهم الذكيَّة غافرين لمن أخطأ وأساء إليهم.

   إنَّ عظمة تلميذ المسيح الصَّغير، إسطفانوس تكمن بكونه أوَّل من شَهِدَ له بدمائه وغَفَرَ في الآن معاً لقاتليه.

   وهاهيَ مسيرة الاستشهاد في الكنيسة متواصلة، وشهداؤنا اليوم كُثُر: من البويضات الإنسانيَّة المُلَقَّحة القابعة في زوايا المُختبرات العلميَّة كسِلَعِ اختبارٍ تحت الطَّلَب، إلى عمليَّات الإجهاض التي يذهب ضحيَّتها ملايين الأجنَّة في أرحام أُمَّهاتها، لعلَّ التضحية بهذه الكائنات البريئة يولِّد، على غرار شهداء الكنيسة الأبرياء، فداءً لأبنائها. ناهيك عن شهداء الظلم والبؤس وهيكليَّات الفساد وسط العالم. كما ولا ننسيَنَّ مئات الشهداء من المُرسلين والمُرسلات، من كهنة، رهبان راهبات وعلمانيِّين وعلمانيَّات، حاملي كلمة الإنجيل إلى بقاع عديدة من العالم لخدمة الفقراء والمهجَّرين.

   إنَّ الكنيسة تأمَلُ من خلال هذه الدماء البريئة المُهرقة على مذابح الإيمان، أن تَنبُتَ وتَينَعَ ثمارُ الارتداد والتوبة. فإلى جانب من قَتَلوا الشَّهيد إسطفانوس كان واقفاً شاوول يحمل بيدَيه ثياب الضحيَّة، هو من صار لاحقاً القديس بولس الرَّسول وشهيد الإيمان إلى جانب القديس بطرس في روما. فالاستشهاد إذاً ليس مأساة، بل إنَّه فرح حقيقي عميق يعيشه الشَّهيد كعطيَّة حياة تصلح لارتداد الناس إلى الحقّ والإيمان والمحبَّة.








All the contents on this site are copyrighted ©.