2004-12-24 17:11:32

ميلادُكَ وحدكَ يا ربّ يُبدّل العالم


  تتغيّر الوجوه، وتنتقل القوّة من ناحية إلى ناحية، عظمة بشريّة تزول وأخرى تنشأ، حروب تُخفِقُ وحروب تُصيب، شعوب ترقى وأخرى تغرق، أجيال تُطوى وأخرى تُشرق، وملادُكَ هو هو، بدّل التاريخ مرّة واحدة وغيّر وجه العالم.

   أحداث البشر مهما تعاظمت، ومهما ربطنا بها مصير الزّمن والتاريخ، تبقى محطّة عابرة تكتب قصّتها نسبيّة الإنسان، فيما قصّة ميلاد يسوع كتبها الله في مسيرة تجلّيه للإنسان عبر تاريخ الخلاص، وهي ثابتة لا تتغيّر.

   الحقد يشوّه طيبة القلب، والشرّ يُبدّل وجه الإنسان، والأنانيّة تُنجب الفراغ، الكبرياء يدفع إلى وحدة الموت، ولكنّ ميلادكَ هو هو، مَعين محبّة لا ينضب.

   في تلك الليلة منذ ألفَي عام، وفي مغارة حقيرة وُلِدتَ يا ملك الملوك وربّ الأرباب لتُخزي الأغنياء بفقركَ والمُتكبّرين بتواضعِكَ، غلبت سلطات الشّر وحرّرتنا من عبوديّة الخطيئة والموت وأعدتَ لنا الحياة. ومُذّاك نعيش حياتَكَ يا وحيد الآب، ووجهُكَ المُشرق وحده ميراثنا الأغلى، وإن مرّت عصور وغابت وجوه وتبدّلَت معالم وسادت غياهب النسيان، يبقى تاريخ ميلادِكَ محطّة يعجز المرء، مؤمناً كان أم لا، عن تخطّيها والوقوف غير مبالٍ أمامها. منها بدأ تاريخ إنسانيّة جديدة، تسير شاءت أم لم تشأ نحو الملكوت، لأنّ مصير المسكونة المحتّم رُسم في تلك الليلة العجيبة في بيت لحم، ولا يظُنّنَ إنسان بأنّه قادر على تبديل منحى التاريخ لأنّ الله اختار خلاص البشر لا هلاكهم، شاء انتصار المحبّة على البغض والسلام على الحرب والخير على الشرّ. فلنَهتِف ونتهلّل "لأنّ وُلِدَ لنا ولدٌ أُعطيَ لنا ابنٌ فصارت الرئاسة على كتفه، دُعيَ اسمُه عجيباً مُشيراً إلهاً جبّاراً أبا الأبد رئيس السّلام". RealAudioMP3








All the contents on this site are copyrighted ©.