البابا يُصدّق مراسيم جديدة صادرة عن مجمع دعاوى القدّيسين

   قام قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني قبل ظهر الاثنَين بتصديق مجموعة مراسيم صادرة عن مجمع دعاوى القديسين، بحضور الآباء الكرادلة وكبار المسؤولين في مجمع دعاوى القديسين وعلى رأسهم نيافة الكردينال خوسي سارايفا مارتنس، رئيس المجمع الذي قدّم للأب الأقدس مجموعة المراسيم التي تضم أسماء عدد من خدام الله والطوباويّين الذين أقرّت الكنيسة بعجائبهم الخارقة.

   قال الكردينال مارتنس في كلمته لقداسة البابا:"في الرسالة الرّسولية:"أمكث معنا يا ربّ" التي وجّهتها أيها الأب الأقدس مؤخراً إلى الكنيسة بمناسبة السّنة القربانيّة، كتبتَ أنّ "مثال القديسين الذين وَجدوا في القربان المقدّس زاداً لمسيرة الكمال، شاخصٌ أمام أعيننا". "الإفخارستيا تعجلنا قدّيسين، وما من قداسة بدون الإفخارستيا".

  إنّ قدّيسين كثر، أضاف نيافته، لم يكتفوا بتناول جسد الرّب وحسب، إنّما صاروا رسل عبادة وإكرام القربان المُقدّس، واقتادوا الشعب المؤمن إلى منبع وقِمّة  الحياة الروحيّة والإرساليّة في الكنيسة. من بين رسل القربان تسطع وجوه بعض الطوباويّين وخدام الله الذين سنذكرهم في هذا اللقاء الفرح مع قداسة البابا، هم اثنان وعشرون خادماً وخادمة لله بلغوا مراحل متقدّمة في دعاوى تطويبهم وتقديسهم. وتضمّ المراسيم المصدّقة الإقرار بعجائب خارقة حصلت بشفاعة ثلاثة طوباويّين من أجل إعلان قداستهم؛ كما تُقرّ المراسيم بعجائب حصلت بشفاعة ثمانية من خدام الله من أجل إعلان تطويبهم. كما ويقرّ أحد المراسيم باستشهاد عدد من شهود الإيمان وذوي الفضائل البطوليّة، من بينهم الكردينال كليمينس فون غالين شهيد الإيمان في زمن النازيّة الألمانيّة، وثلاثة أساقفة، وأربعة عشر كاهناً، سبعة أبرشيّين وسبعة رهبان. ومن بين خدام الله أيضاً، ستّة مؤسّسين لرهبانيّات رجاليّة، وثلاث نسائيّة.

   من بين الأسماء البارزة في مراسيم مجمع دعاوى القدّيسين، وبالإضافة إلى الكردينال كليمينس فون غالين، خادم الله الكاهن شارل دو فوكو، المعروف بالأخ شارك يسوع، وُلِدَ عام 1858 من عائلة مسيحيّة مُلتزمة. في زهوة شبابه فقد إيمانه بالله، ولكنّه عاد إليه في عام 1886 مُكرّساً حياته بكليّتها له. عاش في الفقر والتامّل والتواضع يشهد بروح أخويّة لمحبّة الله بين المسيحيّين، واليهود والمُسلمين. وللتمثّل بحياة يسوع الخفيّة في الناصرة ذهب للعيش في قلب صحراء تامانراسيت الجزائريّة حيث قضى بمذبحة عام 1916 بسبب إيمانه بالمسيح.