2004-12-18 16:52:23

كلمة البابا إلى المشاركين في أعمال منتدى الجمعيّات العائليّة العائلة ليست قلب الحياة المسيحيّة وحسب إنها أيضاً أساس الحياة الاجتماعيّة والمدنيّة


   استقبل قداسة البابا قبل ظهر السّبت الجاري في قاعة الكليمينتينا بالقصر الرّسولي في الفاتيكان، المشاركين في أعمال مُنتدى الجمعيّات العائليّة في إيطاليا المنعقد في روما، استعداداً لعيد الميلاد الذي تتأمّل فيه الكنيسة بسرّ الله الذي صار إنساناً ووجد الحنان في كنف عائلة إنسانيّة كاشفاً لنا سموّ قيم العائلة وروعتها.

   العائلة، قال البابا في كلمته، ليست قلب الحياة المسيحيّة وحسب، إنها أيضاً أساس الحياة الاجتماعيّة والمدنيّة، ولهذا تُشكّل فصلا أسياسياً من فصول التعليم الاجتماعي المسيحي... لذا يجب التعمّق باستمرار بالبعد الشخصي مقروناً في الآن معاً بالعبد الاجتماعي وأهميّته من خلال الاتحاد بين الرّجل والمرأة الذي يتحقّق بالزواج علّة كلّ جماعة عائليّة. من يُدمّر نسيج التعايش الإنساني هذا، يُسبّب جرحاً عميقاً في قلب المجتمع ويُخلّف الأذى.

   وأعرب البابا في كلمته عن أسفه لتنامي الهجمات العدائيّة ضدّ العائلة والزواج، سواء على الصعيد الإيديولوجي أم الصّعيد التشريعي. ومن نتائجه السلبيّة محاولة تحجيم العائلة وحصرها في إطار الاختبار العاطفي الشّخصي الذي لا قيمة اجتماعيّة له، وخلط الحقوق الفرديّة بتلك المتعلّقة بالخليّة العائليّة المبنيّة على الزواج؛ بالإضافة إلى مساواة المساكنة بين الرجل والمرأة بالاتّحاد الزوجي؛ وقبول، لا بل تشجيع قمع الحياة الإنسانيّة البريئة من خلال الإجهاض الطوعي؛ ناهيك عن تشويه طرق الإنجاب الطبيعيّة بإدخال أشكال اصطناعيّة تشوّه المعنى الحقيقي للرابط الزوجي.

   واعتبر البابا في كلمته أن أيّ تقدّم مدني لا يُمكنه الانبثاق من خلال تحجيم البعد الاجتماعي للزواج وفقدان احترام كرامة الحياة الإنسانيّة. إنّ ما يصوّره لنا المجتمع من تطوّر حضاري بفضل البحث العلمي، هو في الواقع انكسار مؤلم لكرامة الإنسان وللمجتمع.

   وأضاف البابا في كلمته إلى المشاركين في أعمال مُنتدى الجمعيّات العائليّة في إيطاليا يقول:"إنّ حقيقة الإنسان، ودعوته منذ اللحظة الأولى للحبل به ليكون مقبولاً بمحبّة، لا يُمكن التضحية بها أمام سيطرة التقنيات وتغليب النزوات على استقامة المسلك. والرّغبة المشروعة بامتلاك الأولاد أو الصحّة، لا يُمكن تحويلها إلى حقٍّ لا ضوابط له لحدّ تبرير قمع حياة أناس آخرين. العلم والتقنيّة هم حقيقة في خدمة الإنسان عندما يحميانه وينميانه".

   إنّ الجمعيات الكاثوليكيّة ومعها جميع الناس ذوي الإرادة الحسنة الذين يؤمنون بقيم العائلة والحياة، لا يُمكنهم التنازل تحت ضغوط ثقافة تُهدّد أسس احترام وتنمية العائلة. وحثّهم البابا على اعتماد "سياسة عائليّة" مهمّتها تحويل المجتمع إلى ثقافة حياة. كما طلب منهم أن يكونوا صوت من لا صوت لهم، وناطقين باسم حقوق العائلة. ثمّ شكرهم على السنوات العشر من العمل من أجل هذا الهدف السامي، وحثّهم الأب الأقدس في الختام على الاستمرار في التزامهم بخدمة العائلة والحياة، بعدها منحهم بركته الرّسولية.








All the contents on this site are copyrighted ©.