2004-12-15 16:05:35

في مقابلة الأربعاء العامّة البابا يحدث المؤمنين عن المزمور الـ 71


أجرى قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني قبل ظهر الأربعاء الجاري مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين، وكانت على مرحلتَين

   أجرى قداسة البابا يوحنّا بولس الثّاني قبل ظهر الأربعاء الجاري مقابلته العامّة المعتادة مع المؤمنين، وكانت على مرحلتَين. المرحلة الأولى التقى البابا في بازيليك القديس بطرس نحو ثلاثة آلاف طالب وطالبة جامعيّين من إيطاليا؛ والمرحلة الثانية التقى قداسته آلاف المؤمنين والحجّاج في قاعة بولس السادس في الفاتيكان.

   تابع البابا تعليمه الأسبوعي حول صلوات المساء في الكنيسة متوقّفاً عند المزمور الحادي والسّبعين من الآية الثانية عشرة إلى التاسعة عشرة وجاء فيها:"الله يُنقذ المسكين المستغيث والبائسَ الذي لا ناصرَ له. يَرثي للكسير والمسكين ويُخلّص نفوس المساكين. من الظلم والغضب يفتدي نفوسهم ويكون دمُهم في عينيه ثميناً. فيَحيَون... ويدعون له كلّ حين. النّهار كلّه يُباركونَه... يكون اسمه إلى الأبد، ما دامت الشمس ينمو اسمُه ويتبارك فيه جميع قبائل الأرض وتغبطه كلّ الأمم...ولتمتلئ الأرض كلّها من مجده".

   يُشكّل المزمور الحادي والسّبعون نشيداً مسيحانياً يعظّم وجه المسيح الملك... إنّه نشيد رجاء في زمن يغمره السّلام والعدالة في حضور الله، صانع العجائب، في تاريخ البشريّة.

   إنّ إنصاف الفقراء ومحبّتهم عنصران أساسيّان يُميّزان صورة المسيح الملك. إن رجاء الفقراء وملجأهم الوحيد هو المسيح، فهو يدافع عنهم ويحميهم من الظلم... لا كملوك إسرائيل في العهد القديم، الذين تملّصوا من مسؤوليّاتهم حيال الفقراء واستغلوا بؤسهم وفقرهم لتوطيد أسس ممالكهم الزائلة.

   يبحث صاحب المزامير في آياته عن ملك مستقيم وكامل، قادر على إنقاذ المسكين المُستغيث من الظلم والقمع، وعلى تحريره من عبوديّة الذل والخطيئة والموت. الله هو المخلّص والفادي الذي يعمل بطريقة منظورة من خلال الملك المسيح، ويحفظ حياة ودماء الفقراء، فباتت الحياة والدماء حقيقة الإنسان الأساسيّة، وتُمثّل حقوق وكرامة كلّ كائن بشري، إنها حقوق يغتصبها المتجبّرون والأقوياء في هذا العالم.

   إنّ الطبيعة بأسرها معنيّة بهذا التحوّل الاجتماعي بنوع خاص، فرؤوس الجبال تمتلئ بالخيور وتتموَج كلبنان ويُزهر أهل المدن مثل عشب الأرض: إنّها علامة البركة التي سكبها الله على الإنسان في أرض يسودها الاستقرار والسّلام...

   من وجه الملك المسيحاني استوحى التقليد المسيحي محيّا يسوع المسيح، وحول المزمور الحادي والسّبعين كتب القديس أغوسطينوس يقول:"إن الفقراء والتعساء الذين يُعيلهم المسيح هم "شعب المؤمنين به"، الذي يضم في كنفه أيضاً الملوك المُستقيمي الرأي والمسلك الذين أقرّوا متواضعين ببؤسهم وفقرهم، أي اعترفوا بكلّ انمحاء بخطاياهم سائلين الله مجده ونعمه، ليُحرّرهم من الشيطان الماكر الذي أذله المسيح بسلطان تواضعه...

   وفي ختام تعليمه وجّه البابا تحياته إلى المؤمنين الحاضرين بلغات عديدة وتمنّى أن يكون زمن المجيء، زمن صلاة وانتظار استعداداً لعيد الميلاد بشفاعة مريم، عذراء الرجاء والمحبّة التي أسند إلى حمايتها الوالديّة الجميع كيما يكونوا مستعدّين للقاء يسوع الآتي ليزرع ملكوت حبّه وعدله وسلامه في أرض شقائنا.








All the contents on this site are copyrighted ©.