2004-12-15 16:06:03

عظة قداسة البابا خلال الاحتفال بالقداس الإلهي مساء أمس من أجل طلاب جامعات روما


ترأس قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عند الساعة الخامسة والنّصف من مساء أمس الثلاثاء القداس الإلهيّ في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان بحضور طلاب جامعات روما.  وجّه الحبر الأعظم أثناء الذبيحة الإلهية عظة استهلّها بعبارة صاحب المزامير: "تعالى يا ربّ، الأرض تنتظرك"، وقال إنّ هذه الكلمات تُدخلنا في أجواء زمن المجيء، الذي يشكّل فترة من الترقّب والرجاء. 

ثم توجّه الأب الأقدس إلى طلاب جامعات روما وقال لهم: تريدون أن تهيّئوا أنفسكم لاستقبال الربّ الآتي، اليوم، وفي الأسابيع القادمة، وخلال حياتكم كلّها.  وتابع البابا يقول: أيها الشبان الجامعيون الأعزاء، إننا نعيش سنة الإفخارستية، وفي وقت تستعدون فيه للاحتفال باليوم العالمي للشبيبة 2005، يتوجّه فكركم نحو الموضوع الذي تمّ اختياره لهذا الحدث الهام، ألا وهو "الإفخارستية وحقيقة الإنسان".  إننا مدعوون ـ أمام سرّ الإفخارستية ـ إلى النظر في حقيقة إيماننا، ورجائنا ومحبّتنا. 

وتابع البابا يقول: لا يُمكننا أن نقف لا مبالين أمام كلمات المسيح القائل: "أنا هو الخبز الحيّ، النازل من السماء".  ويتردّد في ضمائرنا صدى السؤال الذي يطرحه الربّ علينا: "هل تؤمنُ فعلاً بأني الخبز الحيّ؟".  فعلى ضوء كلمات المسيح الذي قال: "من يأكل من هذا الخبز يحيا إلى الأبد"، لا يُمكننا ألا نضع علامات استفهام حول معنى حياتنا اليومية وقيمتها. 

وماذا يُمكننا أن نقول عن معنى المحبّة الحقيقية، عندما نتأمّل بكلمات المسيح الذي قال لتلاميذه: "إن الخبز الذي أعطيكم إياه هو جسدي من أجل حياة العالم"؟  ففي هذا الخبز، خبز الإفخارستية، نجد هبة الخلاص التي قدّمها المسيح من أجل حياة العالم.  ويحملنا هذا التفكير على طرح السؤال التالي: "هل إن أجسادنا ـ وأعني بها إنسانيتنا ووجودنا ـ يملؤها حبّ الله والمحبة حيال القريب، أم أنها منغلقة داخل دوامة الأنانية الخانقة؟"

أيها الشبان الجامعيون الأعزاء، مضى الأب الأقدس إلى القول، إنّكم تعيشون مرحلة، تبحثون فيها عن الحقيقة.  لكن لا يُمكن التوصل إلى معرفة حقيقة الإنسان من خلال الوسائل التي يقدّمها العلم وحسب، لأن التعمق في هذه الحقيقة يُمكن بلوغه فقط بواسطة المسيح، الذي يأتي لملاقاتنا في سرّ الإفخارستية. 

لا تتوقفوا أبداً عن البحث عن المسيح وتكلّوا، وستكتشفون في عينيه انعكاساً براقاً للخير والجمال، الذي يبعثه في قلوبنا بواسطة الروح القدس.  فليكن انعكاس محبّة المسيح النور الذي يقود خطاكم على الدوام.  وهذه هي الأمنية التي أوجهها إلى كلّ واحد منكم مع اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.  وفي ختام عظته، سأل الأب الأقدس ابن الله الذي تجسّد من أجلنا أن يمدّ الجامعيين بالشجاعة اللازمة للبحث عن حقيقة الإنسان على ضوء محبته اللامتناهية. 

يُذكر أخيراً أنه ثناء القداس الإلهي رُفعت أمام المذبح الرئيسي، أيقونة العذراء مريم "كرسيّ الحكمة" التي حملها نحو مائة شاب وشابة بزياح احتفالي من معهد آباء القديس أغوسطينوس بالقرب من الفاتيكان إلى بازيليك القديس بطرس. وسلّم البابا الأيقونة بعد القداس الإلهي إلى بعثة طلاّبية من بولندا جاءت لمشاركة أترابها طلاب روما الجامعيّين هذه المناسبة المميّزة.

 

 

 








All the contents on this site are copyrighted ©.