2004-12-14 17:11:40

تونس تنظّم معرضاً حول القديس أغوسطينوس في الذكرى السنويّة الـ 1650 على ولادته


 

   برعاية وتنظيم وزارة الثقافة والشباب التونسيّة بالتعاون مع أبرشية تونس والسفارة السويسريّة في هذا البلد العربي، يُقام يوم غد الأربعاء في مدينة قرطاجة معرض بعنوان:"القديس أغوسطينوس: البعد الأفريقي والشمولي"، وذلك إحياءً للذكرى السنويّة الألف والستمائة والخمسين على ميلاد هذا القديس العظيم. يُركّز المعرض على فتوّة أغوسطينوس في مدينة قرطاجة المسيحيّة آنذاك، قبل توجّهه إلى روما وميلانو.

   يهدف المعرض إلى تسليط الضوء على البعد الأفريقي لأغوسطينوس وامتداده الشمولي من خلال تعاليمه الإيمانيّة المستقيمة. بعد افتتاح المعرض تقام طاولة مُستديرة يشارك في طرح موضوعاتها عدد من الخبراء والمفكرين القادمين من بلدان مختلفة من العالم.

   يُذكر أنّ قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني قد زار مدينة قرطاجة بتونس في الرابع عشر من شهر نيسان /أبريل/ من عام 1996، حيث التقى الجماعة الكاثوليكيّة في تونس واحتفل بالقداس الإلهي في كاتدرائيّة القدّيسَين منصور دي بول، وأوليفيا، التي بناها الكردينال لافيجري، مؤسّس جمعيّة الآباء البيض الملتزمة بعمل الرّسالة في أفريقيا، فوق مقابر القديس أنطونيوس الكبير التي قدّمها حاكم المدينة في القرن الثامن عشر لأبناء الكنيسة الكاثوليكيّة من أجل دفن العبيد المسيحيّين.

   تفتخر الكنيسة في شمال أفريقيا بعراقة جذورها التي تعود للعصور المسيحيّة الأولى، وبنوع خاص بشهادة الدم التي قدّمها في العام مائة وثمانين ميلاديّا مائتَا شهيد دفاعاً عن إيمانهم المسيحي... في القرن الرابع وبعد انتهاء الاضطهاد وبلوغ السلام، شهدت مدينة قرطاجة ازدهاراً عمرانياً وصل فيه عدد الكنائس الكُبرى إلى خمس وعشرين كنيسة. وقد بلغت هذه الحقبة الذهبية ذروتها مع القديس أغوسطينوس أسقف إيبونا.

   تتمتّع الجماعة المسيحيّة الكاثوليكيّة في تونس بحريّة دينيّة، وهي تتألّف من فسيفساء شعوب ولغات وثقافات. أما الكنيسة، وبالرّغم من قدراتها المتواضعة، تنشط في المجالات الاجتماعيّة والثقافيّة، وتقوم بمهام تربويّة وإعانيّة من خلال المدارس ودور العناية التابعة لها، وهي الكنيسة الأولى في المغرب العربي التي يُعيّن عليها أسقف من أصل عربي هو صاحب السيادة المطران فؤاد طوال، رئيس أساقفة تونس العاصمة.

 








All the contents on this site are copyrighted ©.