2004-12-11 16:11:39

البابا يتسلّم أوراق اعتماد سفير كرواثيا الجديد لدى الكرسي الرسولي


تسلّم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح السبت في الفاتيكان أوراق اعتماد سفير كرواثيا الجديد لدى الكرسي الرسولي، السيّد إيميليو مارين، ووجّه له كلمة عاد فيها بالذاكرة إلى الزيارات الثلاث التي قادته إلى هذه الجمهوريّة، وآخرها العام الماضي،وتمنّى أن تؤول بالنجاح الجهود المبذولة لتصبح البلاد جزءًا من أوروبا الموحّدة، وقاسم قلق بعض الذين اعتبروا أنّ تأخير انضمام كرواثيا إلى الإتحاد الأوروبي قد يُضرّ بمسيرة الإصلاحات الديمقراطيّة ليس في هذه الجمهوريّة فقط إنّما في باقي دول هذا الشطر من القارّة الأوروبيّة.

وأضاف البابا يقول:"يعلم المؤمنون أنّ السّلام ليس ثمرة المبادرات الإنسانيّة وحسب إنّما هو عطيّة من الله للبشر ذوي الإرادة الطيّبة. والعدالة والغفران هما ركيزتا هذا السّلام. فالعدالة تضمن احترامًا كاملا للحقوق والواجبات أمّا الغفران فيعيد بناء العلاقات بين الأشخاص الذين يشعرون حتى اليوم بتبعات الصدامات بين أيديولوجيّات الماضي القريب. وكرواثيا تحتاج للمصالحة والسّلام، وأُفكّر أيضًا بمشكلة اللاجئين والمبعدين الذين ينتظرون العودة إلى ديارهم، سيّما اؤلئك من البوسنة والهرسك.

ورحّب قداسته بالإتفاق الذي تمّ التوقيع عليه مؤخرًا بين كرواثيا وصربيا، وقال إنّه يشكّل خطوة إيجابيّة وفائقة الأهميّة لضمان الإعتراف الكامل والمتبادل بحقوق الأقليّة الكرواثية في صريبا والجبل الأسود وتلك الموجودة في جمهوريّة كرواثيا.

وبعد الخبرة الحزينة للتوتاليتاريّة الجاحدة لحقوق الإنسان الأساسيّة، وتخطّي فترة الحرب المؤلمة، أضاف الأب الأقدس يقول، تسير كرواثيا باتجاه النموّ وتريد بناء مستقبل أفضل لجميع سكّانها. والنمو الإجتماعي والإقتصادي المستقرّ لا بدّ من أن يأخذ في عين الإعتبار الحاجات الثقافيّة والإجتماعيّة والروحيّة للمواطنين. إنّ بلادكم تتفاخر بتقليد طويل من التعاون بين الجماعة الكنسيّة وتلك المدنيّة. والكنيسة قد لعبت في الماضي القريب أيضًا دورًا إيجابيًّا من أجل المصالحة وحلّ مشاكل وتوترات ليست بقليلة. وقد شجّعتُ أساقفة كرواثيا في أكثر من مناسبة على عدم توفير أي جهد للتعاون مع الدولة من أجل خير المجتمع الكرواثي.

وفي ختام كلمته تمنّى الأب الأقدس لسفير جمهوريّة كرواثيا الجديد لدى الكرسي الرسولي النجاح في مهامه الجديدة وإقامة سعيدة في روما الغنيّة بالتاريخ والثقافة والإيمان المسيحي وأوكله إلى حماية العذراء مريم، أمّ الله ومنحه والشعب الكرواثي بأسره بركته الرسوليّة.


 








All the contents on this site are copyrighted ©.