البابا يتسلّم أوراق اعتماد سفير جمهورية ليتوانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي

تسلّم قداسة البابا يوحنا بولس الثاني صباح الإثنين في القصر الرسولي بالفاتيكان أوراق اعتماد سفير جمهوريّة ليتوانيا الجديد لدى الكرسي الرسولي السيّد ألغيرداس سودارغاس، ووجّه له كلمة ضمّنها تحياته إلى سلطات هذه البلاد التي زارها في شهر أيلول سبتمبر من عام 1993، وعبّر عن قربه بالصلاة من جميع الليتوانيين الذين تربطه بهم علاقات ثقافية وروحيّة. قال الأب الأقدس:"إنّ مؤازرة المؤمنين في كلّ أنحاء العالم تشكّل جزءًا من مهمّة خليفة بطرس، وفي الوقت عينه التذكير بالقيم الشاملة التي وبالإرتكاز إليها من الممكن بناء مجتمع عادل ومتضامن. وبما أنّ القانون الأدبي الشامل يشكّل مسيرة أكيدة للتعايش المدني، لا يملّ الكرسي الرسولي مطلقًا من الدفاع عن حقوق الشعوب."

وأضاف قداسة البابا يقول:" فيما يتعلّق بالنقاش الثقافي والإجتماعي الذي يهمّ بلادكم في الوقت الحالي، أُدرك حاجة التشديد على الجذور المسيحيّة التي إتّخذ منها النسيج الإجتماعي لحمة حيويّة على مرّ العصور." وجدّد قداسته أمنيته بأن يواصل ممثّلو المواطنين الليتوانيين الإنتهال من الإرث النبيل للمثل الإنسانيّة والإنجيليّة التي طبعت تاريخ الأمّة، والإلتزام أكثر فأكثر وبروح صادق في بناء مجتمع حرّ على أساس أخلاقي وأدبيّ متين.

ومن هذا المنظار، حثّ قداسته الكاثوليك الذين يشكّلون الجزء الأكبر من المواطنين على التعاون مع جميع الأشخاص ذوي الإرادة الطيّبة كيلا يتأثر المجتمع الليتواني بالنموذج المُتعي والدنيوي للحياة والإغراءات الخدّاعة. وإدراكًا منهم بعدم اكتفائهم بمحاربة تبعات الشر، يُبدي المؤمنون استعدادهم أيضًا السير إلى جانب الذين يعملون للدفاع عن العائلة والحياة منذ اللحظة الأولى للحبل بها وحتى موتها الطبيعي.

وعبّر الأب الأقدس عن سروره الكبير بانضمام ليتوانيا إلى عضويّة الإتحاد الأوروبي وسأل الله أن تعرف القارة الأوروبيّة إيجاد الطرق والوسائل لبناء السّلام والإزدهاء في مناخ من التعاون المثمر عبر احترام الثقافات والحقوق الشرعيّة للجميع، وذلك من أجل خير الأشخاص وأوروبا من الأطلسي إلى الأورال. وفي ختام كلمته تمنّى قداسة البابا لسفير جمهورية ليتوانيا الجديد النجاح في مهمّته وقال إنّ الكرسي الرسولي الذي وقّع بعض الإتفاقيات مع ليتوانيا حول مسائل ذات اهتمام مشترك، يعتبر الحوار الودّي والصادق الطريق الأفضل لتخطّي كل صعوبة قد تطرأ على العلاقات المتبادلة.